رام الله 28-3-2022 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية في الفترة ما بين 20 حتى 26 آذار الجاري.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(248) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيلي.
يعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية جليّة ضد الفلسطينيين، كما يستعرض مقابلات تلفزيونية وتقارير مصوّرة، ضمن النشرة الاخباريّة، ومقابلات على الراديو الإسرائيلي ضمن البرامج الأكثر شعبية في الشارع الإسرائيلي.
ويستعرض التقرير جملة من المقالات التحريضية على أهالي النقب، بذريعة استخفاف أجهزة "الدولة" في التعامل مع "العنف العربي.
ويتناول التقرير مقالا للصحفي يشاي فريدمان، يقوم بالتحريض على المجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل، مدعيًا أنّ "عملية النقب ليست استثناء إنما ثقافة متجذرة، وأنّ العنف السياسي للعرب في إسرائيل يجب التعامل معه".
ويقوم الكاتب خلال مقالته بأنسنة المستوطنين، ويدعي أنّ هنالك ملاحقة لهم، في حين لا تتم محاسبة العرب.
وجاء في المقالة التي حملت العنوان "لماذا نكذب على أنفسنا عندنا ندعي أنّ القاتل من حورة هو استثناء"، أن "العملية المروعة التي نفذت في بئر السبع من قبل مواطن عربي إسرائيلي، من بلدة حورة، نجحت في إدهاش المجتمع في إسرائيل، وذلك لا يعود لعدد القتلى الذين سقطوا جراءه، إنما لما يتعارض مع ما حاولوا إفهامنا إياه".
ويهاجم الكاتب "ردة الفعل الباردة" تجاه "العنف القاسي الذي مارسه عرب إسرائيل" بعد شهر أيار الماضي،
ويقول: " هذا الحدث الا يفاجئنا نحن، والقصد عن الإعلام الإسرائيلي والحيز العام في إسرائيل، نرفض بشكل واضح التعامل مع العنف السياسي لعرب إسرائيل. فكل حدث عنف حاد يقومون به يتعامل معه الإعلام وكأنه مفاجأة أو حدث غير اعتيادي".
ويواصل الكاتب هجومه وتحريضه: "يمكن القول إنّ هنالك صمتا ممنهجا وتجاهلا وإنكارا تاما للعنف السياسي في المجتمع العربيّ. نحن أيضًا لا نعرف العنف العربيّ بعنف سياسيّ أو عنصرية. العنف السياسيّ تحوّل إلى مصطلح له علاقة باليمين الإسرائيلي، وعلى وجه التحديد اليمين المتدين. هنالك عدد غير متناهي من النقاشات والندوات عن العنف السياسي لليمين الإسرائيلي، في المقابل لا ذكر بتاتًا للعنف السياسي لعرب إسرائيل".
كما هاجم الكاتب من يقول إن "المستوطنين مخيفون أكثر من البدو"، منتقدا مؤتمرا عقد في جامعة ريخمان، وتحديدا مداخلة البروفيسور إيتان اليمي الذي قال: "سأتحدث عن الاحتجاج والعنف من نوع مختلف تمامًا: الاحتجاج والعنف من قبل منظمات المستوطنين، مثير للدهشة".
وفي صحيفة "معاريف"، هاجمت الكاتبة استر لوتساتو في مقال بعنوان: "اليوم بئر السبع- غدا كل الدولة"، استهانة الشرطة و"الدولة" في التعامل مع "العنف العربي" و"الجريمة" في النقب.
تقول الكاتبة: "نحن سكان النقب يومًا بعد يوم وكل ساعة، نشهد الانتهاكات العنيفة للقانون في ضوء النهار، وأعمال الشغب، وسرقة الأسلحة والمعدات من الجيش الإسرائيلي، والاستيلاء الشديد على أراضي الدولة، وأعمال القتل من قبل البدو المتطرفين، الذين خضعوا لعملية تطرف إسلامي أو فلسطيني.. يتم تنفيذ السرقات الزراعية بشكل روتيني، يتم إقامة الهياكل غير القانونية باستمرار وسرقة كل شيء من قبل العصابات.. وطوال هذا المشهد الهستيري، كان وجود الشرطة غير محسوس تقريبًا، على الرغم من الوعد بأن مجموعات حرس الحدود المعززة ستهبط في النقب، لكن هذا هراء".
وقالت: "يجب على الحكومة إعلان حالة الطوارئ الخاصة في النقب، وحشد قوات كبيرة وإطلاق عملية السور الواقي 2 في النقب، والانتقال من منزل لمنزل واعتقال المطلوبين، وهدم المباني غير القانونية، وجمع كل الأسلحة غير القانونية، ومحاكمة الجناة وإنشاء حرس وطني يبقى بشكل دائم في النقب".
وفي "مكور ريشون" رصد التقرير مقالا للكاتب نوعم أمير الذي تحوّل إلى جزء أساسيّ في جوقة التحريض الدائمة، حيث انضم إلى الأصوات المطالبة بفرض عقوبات على المجتمع العربي في النقب، مذكرًا بالامتيازات التي تمنحها لهم "الدولة"، ويتعامل مع كل مواطن عربيّ كخطر أمني، ويتهم القضاء بالتساهل مع كل معتقل عربيّ على خلفية أمنية، ويفسر التطورات على أنها نتاج كراهية وأيدلوجية فلسطينية، متجاهلا أنّ مصدر هذه الكراهية هو الاحتلال ذاته.
ورصد التقرير جزءا من برنامج للقناة 14 في التلفزيون الإسرائيلي، يحرض على إقامة ميليشيا من مواطنين يهود من أجل الدخول الى حورة في النقب للانتقام من عائلة أبو القيعان وقتلهم، وتوصيته للشرطة بعدم الإمساك بهم.
ــــــــــ
ف.ع