جنيف 19-5-2025 وفا- أطلع وزير الصحة ماجد أبو رمضان، نظيرته في آيسلندا آلما مولير، على صورة الواقع الحرج الذي يمر به القطاع الصحي الفلسطيني، في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية منذ أكثر من 19 شهراً.
جاء ذلك خلال اجتماع عُقد، اليوم الاثنين، على هامش أعمال الدورة الـ78 لجمعية الصحة العالمية في جنيف، بحضور سفير دولة فلسطين لدى سويسرا إبراهيم خريشة، ورئيس وحدة التعاون الدولي بالوزارة ماريا الأقرع، ورئيس وحدة التخطيط والسياسات الصحية بالوزارة علا العكر.
وتحدث أبو رمضان خلال الاجتماع عن حجم الدمار الكبير الذي طال النظام الصحي الفلسطيني بفعل العدوان، والحصار الشديد المفروض على قطاع غزة، ومنع إدخال المساعدات الطبية وإخراج الجرحى للعلاج، إلى جانب التدمير الواسع الذي طال المستشفيات والمراكز الصحية، والنقص الحاد في مستلزمات العلاج الأساسية والأدوية.
وأشار إلى انعدام البيئة الصحية في قطاع غزة، وأثرها في انتشار العدوى والأمراض، كما تطرق إلى الحديث عن خطر تفشي مرض شلل الأطفال، إذ سُجلت حالة لطفل (10 شهور) لم يحصل على اللقاح، ما دفع الوزارة مع الشركاء من المنظمات الصحية الإنسانية إلى تنفيذ 3 جولات تطعيم ضد المرض في القطاع.
كما تناول الاجتماع الحديث عن الخطر الكبير الذي يتعرض له السكان جراء النزوح الواسع والمتكرر للسكان في ظروف تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الصحية، مؤكداً أن آلاف المرضى بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل، في حين يُمنعون من مغادرة القطاع لتلقي العلاج.
وأضاف أبو رمضان أن الانقطاع المستمر في الكهرباء والوقود، هدد مراراً عمل المستشفيات والخدمات الصحية، مؤكداً أن الواقع في الضفة الغربية لا يقل سوءاً، بسبب الحواجز الاحتلالية وتقطيع أوصال المدن، ومنع الوصول إلى المراكز الصحية، واستهداف المستشفيات والطواقم الطبية، وإجبار المواطنين على النزوح قسراً من المخيمات.
وذكر الأثر الكبير الذي تسببه الأزمة المالية التي تواجهها الوزارة نتيجة احتجاز الاحتلال لأموال المقاصة، والتي انعكست على قدرة الوزارة على توفير الكوادر والأدوية والمعدات، كما تسببت في تراكم مديونية الوزارة ونقص حاد في المخزون الدوائي.
وجدد أبو رمضان دعوته إلى تدخل دولي عاجل للضغط على الاحتلال لوقف العدوان بشكل فوري ومستدام، ودعم القطاع الصحي الفلسطيني فنياً ومالياً، وإرسال فرق طبية وعيادات متنقلة، ودعم إقامة مستشفيات ميدانية وتزويدها بالمعدات اللازمة.
من جهتها، أعربت وزيرة الصحة الآيسلندية عن تضامن بلادها الكامل مع الشعب الفلسطيني، مؤكدة التزام آيسلندا بدعم القطاع الصحي الفلسطيني، كما أعلنت استعداد بلادها لإرسال فرق طبية إلى غزة، واستقبال جرحى فلسطينيين لتأهيلهم في المراكز الصحية الآيسلندية، لا سيما حالات البتر.
وأشارت إلى أن بلادها ستدعم توجهات فلسطين في جمعية الصحة العالمية، بما يعزز قدرة النظام الصحي الفلسطيني على الصمود في وجه التحديات.
وكرّم أبو رمضان نظيرته الآيسلندية، وشكرها على موقف بلادها ودعمها لفلسطين والقطاع الصحي الفلسطيني، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في المجال الصحي.
ــ
م.ل