لندن 19-5-2025 وفا- احتشد المئات من أبناء الجالية وداعمي القضية الفلسطينية في العاصمة البريطانية لندن، للمشاركة في الفعالية المركزية السنوية التي نظمتها رابطة الجالية تحت شعار: "ذاكرة تُخلّد.. وإرث يُجدّد"، لمناسبة ذكرى النكبة الـ77، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الرواية التاريخية الفلسطينية بعيداً عن الأطر الرسمية المحدودة.
وشهدت الفعالية مداخلة للمتحدث الرئيسي في الفعالية المؤرخ والأكاديمي الفلسطيني البارز، البروفيسور نور مصالحة، الذي قدم سرداً تاريخياً شاملاً للنكبة، مؤكداً أنها لم تكن حدثاً عابراً بل عملية تطهير عرقي ممنهج، وربطها بواقع الإبادة الجماعية الجارية في غزة، قائلاً: "ما يحدث اليوم في غزة هو استمرار للمشروع الاستعماري نفسه، والذاكرة الفلسطينية تقاوم النسيان".
كما ألقى مدير مؤسسة "الحق" شعوان جبارين، كلمة أكد فيها أن الحملات القانونية والشعبية ستتسع في الفترة المقبلة ضد من يدعم الاحتلال في "المشاركة في الإبادة" ضد شعبنا.
وتميزت الفعالية بعرض مشروع "طرزوا أسماءهم"، الذي أطلقته الناشطة ماري إيفر مع عشرات النساء البريطانيات، حيث تم عرض أقمشة مطرزة تحمل أسماء آلاف من شهداء غزة، كرسالة إنسانية تخلّد ضحايا الحرب.
كما قدّم الفنان التشكيلي محمد الحاج، المقيم في غزة، معرضاً للوحات فنية وثّق فيها معاناة النزوح والتهجير والإبادة في غزة، نالت استحسان الحضور ودعمهم، فيما عرضت الناشطة لبنى سباتين من مجموعة "جرينتش فلسطين" أبرز المبادرات الشبابية لدعم القضية فلسطينياً وبريطانياً.
وفي فقرة مميزة، عرض أطفال وصبايا الجالية الفلسطينية أسماء القرى والبلدات الفلسطينية المدمرة منذ النكبة، مؤكدين أن "الأجيال الجديدة قد تسامح لكنها لن تنسى"، فيما استقبل الحضور بحفاوة أطفال غزة المرضى وأمهاتهم الذين وصلوا حديثاً لتلقي العلاج في بريطانيا.
وأكد رئيس الرابطة نهاد خنفر، أن "الجالية ستكون عوناً وسندا دائما لهم طوال رحلة العلاج.
في سياق متصل، بارك الحضور إعلان توأمة مدينة نابلس مع بلدية برينت، كخطوة عملية لتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني، وأكد خنفر رعاية الجالية الكاملة لمشروع التوأمة مع التزام رابطة الجالية بتقديم الدعم الكامل للفريق القائم على عملية التوأمة.
واختُتمت الفعالية بفقرة فنية قدمتها الفنانة الفلسطينية لين الفقيه القادمة من الأردن، حيث غنت أغاني وطنية فلسطينية تفاعل معها الجمهور، إلى جانب معرض للكتب والمنتجات الفلسطينية، أبرزها إصدارات البروفيسور مصالحة، خاصة كتابه الأخير "فلسطين: أربعة آلاف عام من التاريخ"، الذي وقّع نسخاً منه للحضور.
كما تم عرض فيلم وثائقي يتحدث عن اقتلاع وإخفاء منهجي لقرية لوبيا أثناء النكبة، لقي تفاعلا كبيرا بين جمهور الحاضرين.
يُذكر أن رابطة الجالية الفلسطينية تنظّم هذه الفعالية سنوياً، بهدف تعميق الوعي الشعبي بالرواية الفلسطينية، بعيداً عن البروتوكولات الرسمية الهادفة إلى حصر إحياء ذكرى النكبة في إطار بروتوكولي مغلق يتميز بالشكلية، بعيدا عن مخاطبة الأجيال الفلسطينية الجديدة المولودة في بريطانيا والمناصرين.
واختتم خنفر: "نريد للأجيال الجديدة أن تعرف تاريخها كاملاً، وأن تبقى فلسطين حية في الضمير العالمي، داعيا إلى تنويع الوسائل والأساليب والمناهج التي تخلد ذكرى النكبة وعدم تحويلها إلى مجرد خطابات رسمية عابرة.
ـــــــ
م.ل