غزة 30-4-2025 وفا- ريم سويسي
تعاني المرضعة نيبال شبير (33 عاماً) صداعا مزمنا وإعياءً شديدا منذ ما يقارب ثلاثة أشهر نتيجة نقص المواد الغذائية الموجودة في أسواق قطاع غزة نتيجة المجاعة التي تصاعدت مؤخراً.
وفي محاولة لتعويض هذا النقص الحاد في المواد الغذائية وما تحتويه من فيتامينات ومعادن ضرورية لصحة المواطن خاصة الأطفال والمرضعات وكبار السن، تتوجه شبير إلى إحدى الصيدليات القريبة من منزلها الكائن في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، علها تجد حلاً لما تعانيه من مشكلات صحية.
تقول شبير: "لا يوجد ما آكله حقاً فأنا مرضعة وأحتاج إلى غذاء متوازن من البيض واللحوم والدواجن وغيرها من الأصناف غير المتوفرة في الأسواق حالياً".
وتضيف: "منذ الانقطاع الأخير في السلع، بدأت أعاني فقرا في الدم وصداعا شديدا ناهيك عن قلة الحليب الذي أرضعه لطفلي، إضافة إلى أن المكملات الغذائية ارتفع سعرها بشكل جنوني في الصيدليات".
هذا هو حال المواطن في قطاع غزة بعد نفاد المواد التموينية في الأسواق، نتيجة الاستمرار في إغلاق المعابر مع قطاع غزة للشهر الثالث على التوالي.
ويقول المواطن تيسير رباح (55 عاما): أشتكي من النسيان في الفترة الأخيرة، وحين أمشي مسافات طويلة أشعر بالدوار ولا أدري ماذا أفعل، فنحن لا نأكل شيئاً سوى أصناف دون أي قيمة غذائية.
ويضيف رباح: "لجأت إلى شراء بعض المكملات الغذائية لتعويض النقص الحاد في الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم، نتيجة نفاد المواد الغذائية من الأسواق مؤخراً".
ويختم: "حتى المكملات الغذائية فهي باهظة الثمن كالأصناف الموجودة في السوق".
ويعلق الدكتور الصيدلي رائد جودة على الأمر بقوله: "أثر نقص المواد الغذائية بشكل كبير في صحة المواطن الغزي، لأن معظم المواد الأساسية مثل البيض والحليب واللحوم وغيرها من الأصناف المهمة لتغذية الإنسان مفقودة حاليا نتيجة الإغلاق".
ويضيف: "هذا الأمر أفرز خللاً خصوصاً لدى الأطفال والحوامل وكبار السن وحديثي الولادة، ما قد يسبب كوارث صحية مستقبلية".
وحول تأثير هذا الخلل صحياً يوضح: "يتسبب هذا الوضع في التعرض لقلة المناعة خاصة في ظل انتشار التلوث في البيئة وانتشار الحشرات والقوارض، ما يفاقم المشكلة بحيث يصبح الإنسان معرضا لمشكلات صحية كثيرة مثل: الديدان والأمراض الهضمية والالتهابات الجلدية وغيرها".
ويقول: "هنا يحاول المواطن تعويض النقص الحاصل غذائياً، فيتجه إلى تناول المكملات الغذائية خاصة الفيتامينات الرئيسية وهي موجودة بقلة وتسد النقص، لكنها لا تغني عن الطعام المتوازن الطبيعي".
ويختم حديثه بالقول: "نقص الفيتامينات له تأثير نفسي في المواطن، إذ يتسبب في خلل نفسي نتيجة عدم توازن كيمياء الدماغ الذي يسبب حالات من الاكتئاب والاضطراب الذهني وفقدان الذاكرة المؤقت".
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وبرنامج الغذاء العالمي مؤخرا من حدوث مجاعة في القطاع، مع النقص الحاد في المواد الغذائية وخلو مخازنهما من المواد الأساسية، وإغلاق كل المخابز التي كانت تمدها بالدقيق.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي هينسلي ماكين، إنه تم إرسال آخر شحنة من الغذاء إلى قطاع غزة منذ نحو 7 أسابيع، وإنه لم يتبقَّ لدى البرنامج أي مخزون يرسله إلى منكوبي القطاع.
وحذرت ماكين من الظروف الكارثية التي يعيشها سكان غزة، حيث يواجهون وضعا مأساويا ويتضورون جوعا، بسبب النقص الحاد في الإمدادات الغذائية، موضحة أن هناك مخاوف جدية من تفاقم الأزمة الإنسانية ووقوع مجاعة شاملة، نتيجة عجز البرنامج عن الوصول إلى القطاع وتقديم المساعدات الضرورية.
ويشار إلى أن الاحتلال أغلق المعابر وفرض حصارا شاملا على القطاع منذ استئناف الحرب في الثامن عشر من الشهر الماضي ومنع دخول المساعدات والمستلزمات الضرورية.
ــ
/ إ.ر