القاهرة 20-9-2023 وفا- شاركت دولة فلسطين، اليوم الأربعاء، في أعمال المؤتمر العربي الخامس للإدارة والتنمية في القيادات الإدارية والتميز المؤسسي في ضوء قوانين الخدمة المدنية العربية، والذي تعقده المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة 83 مشاركاً من 11 دولة عربية.
وترأس رئيس ديوان الموظفين - رئيس الجمعية العمومية للمنظمة العربية للتنمية الإدارية موسى أبو زيد، على هامش أعمال المؤتمر، جلسة خاصة بدور "التكنولوجيا والمعلومات في تكوين بيئة داعمة للتميز المؤسسي"، استعرض من خلالها تجربة فلسطين الخاصة بالتنمية والتطوير لعملية التخطيط الوظيفي التي أنتجها ديوان الموظفين، بهدف التحسين والنهوض بالإدارة العامة في دولة فلسطين، وضرورة أن يكون هناك تميز مؤسسي بقادة ممتميزين.
وقال أبو زيد، إن رئاسة فلسطين لهذه الجلسة الهامة تهدف إلى أن نوضح للجميع أين وصلت فلسطين في مجالات التميز المؤسسي والخدمة المدنية والوظيفة العمومية، وإن حضورنا ملزم لنا بالمشاركة في مثل هذه المؤتمرات، وأن نرسل طواقمنا أيضا لنوضح إبداع فلسطين وكيف تحولت إلى نموذج إداري يمكن أن يصلح للدراسة والتأمل والتعميم ونقل الخبرة للكثير من الدول.
وأكد أبو زيد في تصريح له عقب ترؤسه الجلسة، أن بعض الدول عندما تتحدث عن فلسطين تعتقد أنها في ظل الظروف التي تعيشها تحت الاحتلال الإسرائيلي الظالم، ولا يتوقع أن يكون بإمكانها أن تصنع فرقا أو تميزا، مشيرا إلى أن فلسطين برغم التحديات دائما فاجأت الجميع، خاصة الأشقاء العرب، بأنها منبر للتعلم والشعب الفلسطيني دائما يصنع إنجازات رغم الظروف، ليؤكد أنه باقٍ ولم يستطع أحد أن يزيحه من الخارطة السياسية ولا التنموية ولا الإدارية، وحتما سينتصر وسيكون واحدا من أهم الدول في المنطقة.
كما أعرب الوزير أبو زيد، عن تقديره لما وصلت إليه المنظمة العربية من مكانة وتأثير يصنع الفرق على مستوى الوطن العربي، وعلى مستوى ما تقدمه من استتشارات وخدمات على مستوى العالم والشراكات والخبرة الكبيرة التي تمتلكها المؤسسة، إذ إن عنوان المؤتمر وموضوعه هامّان، خاصة في هذه الحقبة من الزمن بما أن القيادات الإدارية هي المفتاح السحري لأي عملية تطور في ظل ما يحدث من تغيرات هائلة ودراماتيكية.
ومن جانبه، قال المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية ناصر القحطاني، إنه لا بد من الاستفادة من بعض النماذج والتجارب العربية بما في ذلك تجربة دولة فلسطين الهامة والمتميزة، وكان ذلك واضحا من خلال تجربة فلسطين التي استمعنا إليها اليوم، ومدى التقدم في هذه التجربة الخاصة بديوان الموظفين بفلسطين، والاستفادة من التحول الرقمي بما يخدم الخدمة المدنية، ونأمل أن تكون جميع المنظومة العربية فاعلة وقادرة وتلبي الموقف الخاص بالتنمية البشرية العربية.
وأشاد الحضور بتجربة فلسطين الإدارية التي استعرضها الوزير أبو زيد، ودور برامج الإدارة وأهمية تعزيز التعاون المشترك والتبادل البيني للخبرات في مجال التدريب بين دول الأعضاء، كما تمت الإشادة بدور المدرسة الوطنية بفلسطين التي تحاكي أفضل الممارسات الإدارية على مستوى العالم.
وإلى جانب الوزير أبو زيد شارك كل من: وكيل مساعد وزارة العدل عبد الناصر ضراغمة، ومدير عام الشؤون الإدارية بوزارة الاتصالات أحمد أبو بكر، ومدير عام تكنولوجيا المعلومات المكلف بديوان الموظفين نبيلة أبو نجلي، ومدير موارد بشرية بوزارة الاتصالات هبة تيم، ومدير في محافظة أريحا موسى سلامة، ومدير عام الشؤون الإدارية والمالية في هيئة مكافحة الفساد هنادي أبو بكر، ومدير دائرة الموارد البشرية بالهيئة نسرين أبو الرب، والمستشار أول رزق الزعانين من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على أهمية دور القيادات الإدارية في الارتقاء بمستوى أداء المؤسسات، بما يحقق توقعات المستفيدين وتطلعاتهم إلى خدماتها، وما يتطلبه ذلك من معارف ومهارات قيادية في ضوء الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها، فضلا عن استعراض العديد من الممارسات العالمية والعربية، وإيجاد حلول مبتكرة لأهم التحديات التي تواجه الإدارة العامة في القرن الحادي والعشرين.
كما يتناول التحولات الإستراتيجية في نظم القيادات وإدارة المؤسسات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحديث منظومة البيانات والمعلومات والرشد في صنع القرار الحكومي، وبناء علاقات الشراكة والتعاون مع المواطنين والمستفيدين، فضلا عن تعزيز دور القيادات الإدارية في تحقيق التميز المؤسسي واستشراف المستقبل وصناعته، والتعرف إلى الخبرات والتجارب العالمية والعربية في مجال اختيار وتنمية مهارات وإدارة أداء وتحفيز قادة المستقبل.
وتتركز محاور المؤتمر في هذا الصدد على دور قوانين الخدمة المدنية في إعداد القيادات الإدارية وربط المسار الوظيفي بالمسار التدريبي، ونظم وإجراءات التعيين والاختيار وإصلاح الهياكل التنظيمية لأجهزة الدولة، إلى جانب أهمية استحداث إدارات للموارد البشرية بالمفهوم الحديث، وتطوير مؤشرات قياس وتقييم الأداء، ودور تكنولوجيا المعلومات في تكوين بيئة داعمة للتميز المؤسسي.
ـــــ
م.ب