نيويورك 10-8-2025 وفا- أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أن إسرائيل أثبتت منذ زمن بعيد أن هدفها هو تدمير الشعب الفلسطيني من خلال التهجير القسري والمجازر لتسهيل ضم الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال منصور، في كلمته أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي الذي عقد مساء اليوم الأحد، لمناقشة قرار الاحتلال الإسرائيلي توسيع العدوان على الشعب الفلسطيني وإعادة احتلال قطاع غزة، إن "إسرائيل تقتل فلسطين في غزة. هذا هو هدفها"، مضيفا أن أكثر من مليوني ضحية هناك يعانون من عذاب لا يطاق، ولا يستوعبه العقل البشري.
وتابع: لم يعد مسموحا لنا خذلانهم أكثر من ذلك، ولا يجب أن نكتفي بالشعور بالذنب أو العار، وأن المجلس مدين بالتحرك الآن لإيقاف الإبادة الجماعية.
وأكد منصور أن إسرائيل أثبتت منذ زمن طويل عدم اكتراثها بمصير الرهائن، مضيفا أن قرارها الأخير بإعادة احتلال غزة دليل صارخ على ذلك.
وأضاف: "لا يمكن نكران أن إسرائيل لا تبالي بما يقوله أحد، وأن كل ما يهم الآن هو القدرة على تحويل الإدانات إلى أعمال عادلة، وأن التاريخ سيحكم على الجميع"، معربا عن تقديره لوصف الجميع تقريبا لعمق الألم والمأساة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، "إلا أن ذلك ليس كافيا وأنه يجب التحرك لمعالجة الوضع ووضع حد له وإلا فإن هذا الوصف لا يعني شيئا إن لم يتم التحرك".
وقال إن ثمة خطة دولية اعتمدها المؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن فلسطين، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا، تبدأ بإنهاء استخدام التجويع كسلاح حرب، وإنهاء الحرب على غزة من خلال وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية بقيادة الأمم المتحدة وبحسب المبادئ الإنسانية، وانسحاب إسرائيل الكامل من القطاع.
وذكر أن الخطة تأخذ بالاعتبار أن السلطة الوطنية الفلسطينية ستستأنف مهامها الأمنية وفي مجال الحكم في قطاع غزة مع دعم دولي وإقليمي، وأن تسلّم حماس أسلحتها للسلطة الفلسطينية في سياق إنهاء الحرب، بما يتماشى مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة، للوصول إلى السلام.
وقال منصور إنه لو كان شاغل إسرائيل هو الأمن كانت ستصادق على هذه الخطة وستسر من اعتمادها من كامل المجتمع الدولي تقريبا، إلا أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز سيطرتها العسكرية الكاملة على قطاع غزة وإطالة أمد الحرب لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية قالت ذلك مرة تلو أخرى.
وأكد أن إسرائيل أثبتت منذ زمن بعيد أنها لا تكترث بمصير الرهائن، وأن هدفها هو تدمير الشعب الفلسطيني لتسهيل ضم أراضيه، كما أثبتت منذ فترة طويلة أنها لا تلتزم بالميثاق أو بالقانون الدولي أو بقرارات مجلس الأمن إن لم تكن مصحوبة بعواقب.
وقال: هذه الحقائق دفعت الكثيرين إلى التساؤل، عن حق: كيف يُسمح لإسرائيل بالجلوس حول هذه الطاولة وفي هذه الأمم المتحدة؟
وتابع: لقد جرّدت الحكومة الإسرائيلية الفلسطينيين من إنسانيتهم وشيطنتهم لدرجة أن إبادة الفلسطينيين الجماعية، من خلال القتل الجماعي والتجويع، بما في ذلك الأطفال، لا تجد معارضة في إسرائيل إلا من بعض الأصوات الشجاعة.
وقال منصور إن دول العالم تتخذ المزيد والمزيد من التدابير لإنهاء أي شكل من أشكال التواطؤ وتعزيز المساءلة، ونحن نقدّر هذه الجهود، وينبغي على جميع الدول اتخاذ مثل هذه الخطوات فورًا. ولكن في مواجهة هذا الازدراء، ومع تدمير مليوني حياة- من أشخاص وأطفال، قُتلوا، وشُوهوا، وشُردوا، وجُوِّعوا، وأُذلُّوا، وقُطِّعوا، ودُفنوا أحياء، وحُرقوا أحياء، واُختُطِفوا، وعُذِّبوا، وتَيَتّموا، وثُكِلوا، ودُمِّروا، ومُزِّقوا إرباً، - فإن التدابير المتخذة لا تتناسب مع حجم الجرائم المرتكبة بما يكفي لردعها حقا.
وقال منصور: "لا يزال مليوني إنسان يعانون من الألم والمعاناة وعذابٍ لا يجب أن يُجبر أي إنسان أو أمة على تحملهما أبداً. إنهم مهمون. كل واحد منهم مهم. ولا أحد أهم منهم"، مؤكدا أن موقف فلسطين واضح لا لبس فيه: "رفض أي ضرر يلحق بالمدنيين. ومدنيونا ليسوا أقل مدنية. وحياتهم ليست أقل قيمة".
وأكد منصور رفض أي محاولة لتبرير المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين، أو اختطافها لآلاف الفلسطينيين، أو سياسة التجويع، أو سياسة التهجير، أو سياسة الضم.
وقال: لا مبرر على الإطلاق لهذه الوحشية، وهذا الإفلات من العقاب. لقد دعونا مرارا وتكرارا إلى وقف إطلاق النار، وكنا واضحين بأن على حماس أن تعمل مع الوسطاء لإزالة أي عقبة أو ذريعة من شأنها إطالة أمد هذه الحرب، وقدمنا خططا ومقترحات، وتعاونّا بكل جهد ممكن للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على شعبنا، مؤكدين بوضوح أن غياب مثل هذا الاتفاق لا يسمح لإسرائيل بأي حال من الأحوال بمواصلة حربها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني.
وأردف: "لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ولم تتوقف المجازر. ولا يزال تدمير شعبنا، وإبادة الحياة في غزة، مستمرا حتى هذه اللحظة".
وقال منصور إنه في مواجهة "إصرار نتنياهو على مواصلة هذا الإبادة الجماعية، وتدمير شعبنا بالموت والتهجير، وضم أراضينا، وتدمير فلسطين ومعها كل فرصة للسلام، على المجلس التحرك بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لحرمان إسرائيل من الوسائل التي تمكنها من مواصلة هذه الحرب البشعة، ومحاسبتها على جرائمها، وإرسال قوة حماية دولية فورا لإنقاذ الشعب الفلسطيني من موت محقق".
وتابع: "لا شك أن الإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل هو ما دفعها إلى هذا الجنون، وما دامت إسرائيل فوق القانون، فإنها ستتصرف كدولة خارجة عن القانون".
كما فعلت المنطقة وفلسطين لأكثر من 20 عاماً منذ مبادرة السلام العربية، فإنهما يختاران السلام.
وقال: كما فعلت المنطقة وفلسطين لأكثر من 20 عاماً منذ مبادرة السلام العربية، فإنهما يختاران السلام، مؤكدا استعداد دولة فلسطين للتعاون مع الإدارة الأميركية، والمملكة العربية السعودية، وفرنسا، وأعضاء المجلس، وشركاء إقليميين ودوليين آخرين، لوضع حد فورا لهذه الحرب ضد الشعب الفلسطيني، ولإنهاء سفك الدماء والمعاناة الآن وإلى الأبد. ولتحقيق الحرية والسلام والأمن والازدهار المشترك، مؤكدا أنه "من واجبنا أن نتحرك، ولا يمكننا التراجع عن ذلك".
وقال منصور: أفعالكم اليوم ستحدد مصير ملايين البشر غدا، على الأقل أولئك الذين سيكونون قد نجوا بحلول ذلك الوقت، ومصير منطقتنا لأجيال قادمة".
ـــــ
/و.أ