باريس 14-7-20256 وفا- اعتمدت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، خلال دورتها السابعة والأربعين المنعقدة حاليًا في العاصمة الفرنسية باريس، بيانًا رسميًا حول القيمة الاستثنائية العالمية لمدينة الخليل، المدرجة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر منذ عام 2017.
ويأتي هذا الاعتماد تتويجًا للجهود الفلسطينية الحثيثة لحماية المدينة القديمة في الخليل، وتعزيز مكانتها على الساحة الثقافية الدولية، باعتبارها موقعًا تراثيًا يعكس تاريخًا إنسانيًا وروحيًا وثقافيًا فريدًا. وقد استند القرار إلى معايير اليونسكو التي تُبرز تبادل القيم الإنسانية عبر العصور، والحفاظ المتميز على النسيج العمراني التقليدي، فضلًا عن الأهمية الدينية والروحية للموقع، وعلى رأسه الحرم الإبراهيمي الشريف.
اعتراف دولي وتأكيد على الحماية
وأكد وفد دولة فلسطين الدائم لدى اليونسكو أن اعتماد البيان يمثل اعترافًا دوليًا بقيمة مدينة الخليل كجزء لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي، ويعكس ضرورة حمايتها من التهديدات المتزايدة التي تطالها، وعلى وجه الخصوص تلك الناتجة عن الاستيطان الإسرائيلي، وفرض القيود على الحركة، ومحاولات التهويد الممنهجة للحرم الإبراهيمي.
وأشار الوفد إلى أن القرار يُعزز التزام منظمة اليونسكو بمسؤوليتها في صون المواقع المسجلة على قائمة التراث العالمي، خاصة تلك المعرضة للخطر، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدينة القديمة في الخليل من أية ممارسات تهدد سلامتها التاريخية والثقافية.
جهود فلسطينية دبلوماسية وميدانية
وجاء هذا الإنجاز ثمرة جهود جماعية منسقة قادتها وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، ووزارة السياحة والآثار، ولجنة إعمار الخليل، ووفد دولة فلسطين الدائم لدى اليونسكو، بالتعاون مع مركز التراث العالمي في اليونسكو، والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (إيكوموس)، الذي يشكل الهيئة الاستشارية للمنظمة.
ورغم العراقيل التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي أمام بعثة "إيكوموس" ومنعها من دخول مدينة الخليل لمعاينة الموقع على الأرض، فإن التقرير الفني والاستشاري الذي تم تقديمه دعم الموقف الفلسطيني وأكد انطباق معايير التراث العالمي على المدينة القديمة، ما أسهم في اعتماد البيان بالإجماع.
تأكيد فلسطيني على مواصلة العمل لحماية التراث
وفي ختام البيان، جدد وفد فلسطين شكره للدول الأعضاء التي صوتت لصالح اعتماد البيان، مؤكدًا أن المعركة من أجل حماية التراث الفلسطيني مستمرة، وأن هذا القرار سيُستخدم كمرجعية دولية في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في المدينة، خصوصًا في الحرم الإبراهيمي الشريف ومحيطه.
وأكد الوفد أن صون الهوية الثقافية والتاريخية لمدينة الخليل هو مسؤولية جماعية تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره، وأن الحفاظ على الإرث الحضاري الفلسطيني هو جزء من معركة أوسع من أجل العدالة والكرامة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ــــــــــ
ف.ع