أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 12/07/2025 01:17 م

النازحون في غزة يرفضون أي حل ينتقص من حقوقهم ويقتطع أراضيهم

غزة 12-7-2025 وفا – حاتم أبو دقة

أثارت الخرائط التي نشرها الاحتلال الإسرائيلي لما يسمى بـ"المنطقة العازلة"، التي تقضي بالاستيلاء على نحو 40% من مساحة قطاع غزة، غضب النازحين الذين عبّروا عن رفضهم القاطع لأي حل ينتقص من مساحة القطاع أو يمهد لتهجير سكانه.

وأكد النازحون أن القبول بهذه الخرائط يعني تنفيذ خطة الاحتلال الرامية إلى تهجير مئات الآلاف من سكان المناطق المستهدفة، التي سيتم الاستيلاء على أراضيها بالكامل.

وشدد النازح محمد قديح )65 عاما) من بلدة خزاعة، التي تشملها الخارطة الإسرائيلية بشكل كامل ضمن ما يسمى "المنطقة العازلة"، على رفضه لأي اتفاق يتضمن الاستيلاء على الأراضي تحت ذرائع واهية.

وقال قديح لـ"وفا": "تثبيت المنطقة العازلة حسب خارطة الاحتلال وضم الأراضي هو جزء من خطة تهجير ممنهجة، ظاهرها طوعي وباطنها إجباري"، مضيفًا: "كل أهالي خزاعة يرفضون رفضًا قاطعًا ما يُتداول إعلاميًا عن هذه الخارطة، ولا أحد مفوَّض بالتنازل عن أرض الآباء والأجداد".

وأكد أن أهالي البلدة لن يلتزموا بأي اتفاق يُفضي إلى الاستيلاء على أراضيهم، مضيفًا: "بمجرد وقف إطلاق النار، سنعود جميعًا إلى بلداتنا وننصب الخيام فوق أرضنا مهما كلّفنا ذلك من ثمن".

أما المزارع النازح عدنان أبو دقة (67 عاما) من بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، فحذّر من أن "الموافقة على المنطقة العازلة تعني حرمان غزة من سلة خضرواتها، وتهجير سكان المناطق الزراعية لصالح الاحتلال".

وقال أبو دقة لـ"وفا": "ما يُروّج من خرائط غير مقبول حتى من أصغر طفل فلسطيني. لا أحد مخوّل بالتنازل عن شبر من أرض القطاع، وليس من المعقول أن يُتوّج استشهاد أكثر من 58 ألفا وإصابة أكثر من 137 ألفًا بقبول اقتطاع الأرض وتسليمها للاحتلال".

من جانبه، عبّر المزارع النازح من بلدة القرارة، أبو ماهر اللحام (78 عاما)، عن غضبه الشديد بعد نشر الاحتلال خارطة تقتطع أكثر من 40% من أراضي البلدة. وقال إن الاحتلال يسعى للاستيلاء على أرضه بالكامل، بعد أن جرف خمس دونمات من دفيئاته الزراعية، واقتلع أشجار الزيتون، ودمّر مزرعة العجول ومصنع الطوب الخاص به.

وطالب اللحام برفض هذه الخارطة وعدم الرضوخ لشروط الاحتلال، معتبرا أن الموافقة عليها تعني القبول بخطة التهجير القسري بحق شعبنا.

وبحسب خارطة "إعادة التموضع" التي نشرها الاحتلال، تبقى مدينة رفح تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، تمهيدا لجعلها منطقة تركيز للنازحين، وفرض واقع يُمهّد لتهجيرهم لاحقًا.

وتُظهر الخارطة اقتطاع مسافات عميقة من أراضي القطاع تصل إلى 3 كيلومترات على طول الحدود، وتشمل مساحات واسعة من بيت لاهيا، وقرية أم النصر، ومعظم بيت حانون، وخزاعة بالكامل. كما تُقرب قوات الاحتلال من شارع السكة في التفاح، والشجاعية، والزيتون، وتصل في بعض المواقع إلى شارع صلاح الدين في دير البلح والقرارة.

ويُتوقع أن تمنع هذه الخارطة نحو 700 ألف فلسطيني من العودة إلى منازلهم، وتُجبرهم على البقاء في مراكز تجميع النازحين برفح، في سياق خطة تهجير ممنهجة.

ـــــ
/م.ع

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا