أهم الاخبار
الرئيسية أخبار دولية
تاريخ النشر: 22/05/2025 11:55 م

ترحيب لبناني واسع بنتائج الزيارة الرسمية للرئيس محمود عباس


بيروت 22-5-2025 وفا- رحّب مسؤولون وقيادات لبنانية، بنتائج الزيارة الرسمية لرئيس دولة فلسطين محمود عباس، مثمنين مواقفه المبدئية والأخوية تجاه لبنان في الحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها على كامل حدودها وفوق أراضيها، وتأكيده أن شعبنا الفلسطيني اللاجئ في لبنان، هو ضيف مؤقت إلى حين عودته لوطنه فلسطين، وأن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هي تحت سيادة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني والأمن اللبناني، وأن وجود سلاح المخيمات خارج إطار الدولة، هو إضعاف للبنان، ويتسبب بالضرر للقضية الفلسطينية أيضا.

سلام: الرئيس محمود عباس ما انفك يصنع السلام اللبناني الفلسطيني ويحرص على صونه

وقال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، في منشور له على منصة "اكس" عقب استقباله الرئيس محمود عباس في السراي الحكومي: "اتفقنا على ان تعقد اللجنة اللبنانية–الفلسطينية المشتركة أول اجتماع لها الجمعة، لوضع جدول أعمال واضح لتنفيذ آلية حصر السلاح بيد الدولة بما فيه السلاح داخل المخيمات، ومناقشة ملف الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان".

وأضاف: "أكدت أن هذا السلاح لم يعد سلاحا يسهم في تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، بل الخطر أنه قد يتحول لسلاح فتنة فلسطينية-فلسطينية وسلاح فتنة فلسطينية- لبنانية. قوة القضية الفلسطينية اليوم ليس في السلاح الموجود في المخيمات الفلسطينية في لبنان، بل قوة القضية الفلسطينية اليوم هو في تزايد أعداد الدول التي تعترف بدولة فلسطين، وفي مئات آلاف المتظاهرين في مختلف أنحاء العالم نصرة لفلسطين وغزة، كما هو في مقررات الشرعية الدولية وأحكام المحاكم الدولية التي تدين إسرائيل وممارساتها".

وفي سياق متصل، قال سلام في كلمته خلال حفل "أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام" لمنح الرئيس محمود عباس جائزة "صنّاع السلام" في دورتها السابعة لعام 2025، تقديرا لجهوده في إرساء المصالحة اللبنانية الفلسطينية، وتقديرا لمواقفه التي تعكس التزامه بالحوار ورفض العنف، "إن الرئيس محمود عباس ما انفك يصنع السلام اللبناني الفلسطيني ويحرص على صونه".

وأكد أن الرئيس عباس يتمتع برؤية سياسية متزنة، تستند إلى إدراك عميق لطبيعة التوازنات الدولية والإقليمية والعربية المؤثرة في إدارة الملف الفلسطيني، وقد جسّد من خلال مواقفه وممارساته التحول من نهج الثورة إلى مفهوم الدولة، مؤمنا بأن الكفاح الوطني الفلسطيني لا بد أن ينتهي بحل سياسي شامل وعادل.

وأشار إلى أن الرئيس عباس رفض في هذا السياق الدعوات إلى تسليح الانتفاضة وتمسك بسلميتها، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن العودة إلى العنف من شأنه أن يبدد المكاسب السياسية التي تحققت على مدار سنوات النضال، ويضعف من الموقف الفلسطيني أمام المجتمع الدولي.

وأضاف سلام: "منذ وقت مبكر، تبنى أبو مازن خيار السعي إلى إقامة كيان فلسطيني مستقل على أراضي عام 1967 واعتبر أن مرحلة الكفاح المسلح لا بد أن تقود إلى مسار تفاوضي يفضي إلى تسوية سياسية قائمة على حل الدولتين، وقد قدم نفسه باعتباره محارباً من أجل السلام واضعاً هدف إحراج المجتمع الدولي لاسيما الغرب، أخلاقياً وتاريخياً أمام مسؤوليته تجاه إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين".

وذكر رئيس الوزراء اللبناني أن الرئيس محمود عباس رفض التدخلات الخارجية في الشأن السياسي الفلسطيني حرصاً على استقلالية القرار الوطني ورفضاً لأي اصطفاف في سياق سياسات المحاور الإقليمية، كذلك رفض أي تدخل فلسطيني في الشؤون الداخلية للدول العربية، مؤكداً التزامه الكامل بمبادئ السيادة وعدم التدخل، كما شدد على رفضه لأي وجود مسلح خارج إطار الشرعية سواء في فلسطين أو في الدول العربية الشقيقة وعلى رأسها لبنان.

وأشاد بالنهج المسؤول الذي تبناه الرئيس محمود عباس في لبنان، بتأكيده على احترام السيادة اللبنانية ورفض تحويل المخيمات إلى ساحات للصراع أو أوراق ضغط، ورفض عسكرة المخيمات خارج الشرعية الوطنية.

وقال، لقد حرص الرئيس عباس أن يكون الوجود الفلسطيني في لبنان عنصر استقرار لا عنصر توتير، وسعى إلى تحصين مجتمع اللاجئين لا توريطه في صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل، وهي مواقف تسجّل وتقدّر ويبنى عليها لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني.

         الجميّل: الرئيس محمود عباس ضمير حيّ للقضية الفلسطينية وصوت عاقل وسط ضجيج الشعارات

بدوره، قال الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميّل في كلمته خلال حفل التكريم: "نكرّم اليوم مسيرة نضال واعتدال، نحيي رجل آمن بالسلام الممكن رغم صعوبته، وبالكرامة الوطنية رغم الرياح العاتية، إننا نكرّم اليوم الرئيس محمود عباس ليس فقط بصفته رئيس دولة فلسطين، بل بصفته ضميرا حيّا للقضية الفلسطينية، وصوتا عاقلا وسط ضجيج الشعارات والانفجارات العنيفة".

وأضاف الجميل: "نحن نكرّم اليوم رجلا من رجال الحكمة والاعتدال، ونستحضر هذا النهج لا كماض جميل فحسب، بل كوصية للمستقبل في لبنان والمنطقة. إننا في هذه اللحظة من الغليان الإقليمي وفي زمن التباسات الهوية وكثرة الولاءات، أحوج ما نكون إلى رجال دولة من طينة هؤلاء، يؤمنون أن المواقف المبدئية لا تسقط مهما اشتدت العواصف، وأن كرامة الشعوب لا تجزأ، لا في غزة ولا في بيروت".

وتابع أن الرئيس محمود عباس مثال على الثبات السياسي والوطني، وعلى التمسك بالحق، فالسلام لا يولد من الاستسلام بل من الشجاعة، معتبرا أن هذا التكريم هو أيضا تكريم لفلسطين الصامدة وهو تكريم الحكمة التي توازن بين الحق والممكن وللوفاء اللبناني والفلسطيني والذي سنحرص دوما على صونه وتطويره.

        سليمان: الرئيس محمود عباس يستحق جوائز السلام من أعلى المستويات

بدوره، قال الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان، "يستحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس جوائز السلام من أعلى المستويات، فهو دعم موقف الدولة اللبنانية والجيش اللبناني ضد السلاح غير الشرعي وضد مجموعات (فتح الإسلام) التي حاولت عام 2007 انطلاقاً من مخيم نهر البارد إقامة الإمارة الإسلامية في شمال لبنان، مما دفع الجيش إلى تحييدها وتطهير المخيم وضبطه".

       جعجع: الرئيس محمود عباس حمل لبنان في قلبه دائما

من جهته، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في بيان إن "الرئيس محمود عباس هو الرئيس العربي الأول الذي يزور لبنان في العهد الجديد، وهذا ليس بجديد عليه لأنه حمل لبنان في قلبه دائما، واتخّذ خطوات جبّارة في سبيل قيام علاقات لبنانية فلسطينية صحيحة وسليمة. وما يُسجّل أيضا للرئيس عباس، هذه المرة، هو موقفه الواضح وضوح الشمس من مسألة السلاح الفلسطيني في لبنان، إذ إنه أكّد، وبعدما سبق وأكد مرارا وتكرارا، أن لا ضرورة لوجود أي سلاح فلسطيني في لبنان لا داخل المخيمات ولا خارجها".

وأضاف أن "تصريحات الرئيس عباس المتتالية والتي تؤكد ضرورة التزام الفلسطينيين جميعهم سيادة لبنان وقوانين الدولة اللبنانية وعدم جواز قيام أي عمل عسكري في لبنان أو من لبنان إلا من قبل الجيش اللبناني حصرا، دحضت كل ما كانت تتلطى خلفه جماعة الممانعة من لبنانيين وفلسطينيين من أجل مواصلة امتلاك السلاح غير الشرعي، ولأغراض داخلية لبنانية أو فلسطينية أو عربية لم تعد خافية على أحد".

وتابع: "من هذا المنطلق، وبعد هذه المواقف الواضحة والحاسمة من قبل أرفع مرجعية فلسطينية، على الحكومة اللبنانية في أوّل اجتماع لها، ومن دون أي تأخير أو تباطؤ، وضع جدول زمني واضح لا يتعدى الأسابيع القليلة، لاتخاذ الخطوات العملية اللازمة من أجل جمع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وتولّي مسؤولية أمن المخيمات، كما أمن المناطق اللبنانية المحيطة بها، وذلك تحضيرا لجمع السلاح غير الشرعي في لبنان كله، وحلّ التنظيمات العسكرية غير الشرعية، ليتمكّن العهد الجديد من الانطلاق كما يجب".

وختم: "إن الشعب الفلسطيني عانى ما عاناه في السنوات الثلاثين الماضية بسبب وجود القرار العسكري والأمني والاستراتيجي خارج الدولة، فضلا عن وجود التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية، وقد حان الوقت كي ينعم الشعب اللبناني بدولة حقيقية تحتكر وحدها السلاح، ويكون القرار العسكري والأمني كله ضمن مؤسساتها".

         سلطان: الرئيس محمود عباس ضيف عزيز على لبنان

من جانبه، قال القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، توفيق سلطان، "أمس، كان يوماً تاريخياً مرّ على لبنان انتظرناه طويلاً منذ اتفاق الطائف، إذ تحقق حلم طالما راود اللبنانيين بأن يصبح لبنان وطناً لا ساحة الصراعات للآخرين".

وأشار سلطان في مؤتمر صحفي عقده في منزله بمدينة طرابلس، إلى البيان الصادر عن قصر بعبدا عقب اجتماع الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون بالرئيس محمود عباس، واصفاً إياه بأنه "كاف وواف"، حيث تناول القضايا المتعلقة بالوجود الفلسطيني في لبنان.

وأضاف سلطان: "تصريح الرئيس محمود عباس بأن الفلسطينيين في لبنان هم ضيوف ينتظرون العودة، وتأكيده على احترام قرارات الدولة اللبنانية، يمثل إلغاءً واضحاً لفكرة التوطين. كما أنه يضع حداً لظاهرة الدولة ضمن الدولة، ما يمهّد الطريق لسيادة القانون في كل المناطق اللبنانية، بما في ذلك المخيمات الفلسطينية".

ولفت سلطان إلى أن وجود السلاح داخل المخيمات وخارجها لم يكن يوماً في مصلحة الفلسطينيين أو اللبنانيين، بل كان مرتبطاً بأجندات خارجية، مشيدا بالخطوات التي تتخذ الآن لإنهاء هذه الظاهرة، مشدداً على أن هذا السلاح لا يخدم القضية الفلسطينية بل يزيد من تعقيد الأوضاع.

كما أشار سلطان إلى دعمه المستمر للقضية الفلسطينية منذ صغره، مؤكداً التزامه الشخصي تجاهها. وأضاف: "اليوم، مع التحولات الدولية، نرى بوادر خير تجاه الاعتراف بدولة فلسطين. وعلى لبنان أن يكون حاضراً بموقف سياسي فاعل لدعم الشعب الفلسطيني".

ورحّب سلطان بالرئيس محمود عباس كضيف عزيز على لبنان، وأكد أهمية الدور الإيجابي الذي لعبته النخب الفلسطينية في دعم الاقتصاد اللبناني، ودعا إلى تجاوز الماضي والعمل معاً من أجل مستقبل أفضل للفلسطينيين واللبنانيين، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

ـــ

ع.ف

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا