أهم الاخبار
الرئيسية شؤون البيئة
تاريخ النشر: 30/12/2024 03:30 م

"التعليم البيئي" يُطلق مؤتمر "التنوّع الحيوي في فلسطين: التحديات والأولويات والفرص" في بيت ساحور

 

بيت لحم 30-12-2024 وفا- أطلق مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، تحت رعاية المطران سني إبراهيم عازر، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، مؤتمر "التنوع الحيوي في فلسطين: التحديات والأولويات والفرص"، في بيت ساحور.

وشارك في المؤتمر ممثلو مؤسسات رسمية وأهلية وشعبية وكنسية وشرطية وجامعات ومدارس ومعلمون وطلبة من مختلف المحافظات.

وقال عازر: إن التحديات التي تقف حجر عثرة في طريق تنوعنا الحيوي كثيرة، وكلها من صنع الإنسان، الذي لا يرعى خليقة الله، ونتذكر كل يوم أن الأولويات الواجب علينا أن نفعلها كثيرة، لكنها أيضًا تبدأ من الإنسان ولا تكتمل إلا به وبإرادته للخير، ونؤكد أن الفرص أيضًا يبتكرها ويصر عليها ويبادر إليها الإنسان.

وأضاف أن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، وعبر مركز التعليم البيئي، تواصلان منذ أكثر من 38 عامًا حراسة العمل البيئي، والحرص على التنوع الحيوي، وغرس الأمل ليس فقط في التراب بل في نفوس الأطفال والشباب.

وتمنى البدء بخطوات ملموسة لحماية تنوعنا الحيوي، في وقت حرج لا تسكت فيه أصوات المدافع، وتتعالى صرخات الضحايا في الأراضي المقدسة.

يوم تطوّع فلسطيني

وأطلق عازر مبادرة إعلان 30 كانون الأول يومًا للتطوع الفلسطيني لتكريسه كل عام لحماية التنوع الحيوي بغرس الأشجار الأصلية وتكثيرها، وحماية الأصناف المهددة، وتنظيم حملات تطوعية لتنظيف المحميات الطبيعية والحقول من النفايات.

وأشار وكيل وزارة الزراعة، بدر الحوامدة، إلى أن الإبادة البيئية والجماعية للإنسان والأرض تترك جرحًا عميقًا في وجدان كل إنسان فلسطيني وحر.

وأوضح أن المؤتمر يأتي في وقت تواجه البيئة الفلسطينية تحديات كبيرة على المستويات كافة، إذ يشهد التنوع الحيوي تراجعًا غير مسبوق بفعل التغيرات المناخية والأنظمة البشرية غير المستدامة.

وقال الحوامدة، إن التنوع الحيوي يشكل جزءًا أصيلًا من تاريخ فلسطين وتراثها الطبيعي والثقافي، وتمتاز بغناها الكبير بأنواع النباتات والحيوانات، ومنها الأصناف المحلية النادرة والمهددة بالانقراض.

فرصة لأولويات وطنية

وبين أن الوزارة وسلطة جودة البيئة والشركاء يعملون على تعزيز الحماية المستدامة للتنوع الحيوي والتراث الطبيعي، عبر إستراتيجيات وقوانين وحملات تشجير سنوية وغيرها، مؤكدا أن المؤتمر يعتبر فرصة لتحديد الأولويات الوطنية، التي تضمن حماية التنوع الحيوي وتحويل هذه التحديات إلى فرص مستدامة تخدم البيئة والتنمية.

من جانبه، ثمن ممثل سلطة جودة البيئة ومدير مكتبها في بيت لحم، طالب حميد، دور "الكنيسة اللوثرية" و"التعليم البيئي" في رفع الوعي البيئي للمجتمع الفلسطيني، عبر مؤتمرات وفعاليات ومبادرات، كان آخرها مبادرة المطران عازر بغرس أشجار أصيلة بأسماء أطفال غزة الشهداء.

وأوضح أن الاحتلال يسعى إلى تدمير الموروث الطبيعي والثقافي الفلسطيني وتزويره وإعادة تشكيله وتحويره لخدمة مشاريعه الاستعمارية.

وقال حميد، إن فلسطين تتمتع بأقاليم متنوعة، وتوجد فيها تراكيب وأنواع تربة شكلتا أساسًا لتوطن 3% من التنوع الحيوي العالمي، وتصل نسبة النباتات المتوطنة فيها إلى 5%، أي نحو 2076 نوعًا من النباتات، وبذلك تُعتبر فلسطين واحدة من 25 منطقة تُعرف حاليًا ببؤر تنوع حيوي ساخنة عالميًا.

وذكر أن الاحتلال يُمعن في الاعتداء على المحميات الطبيعية، من خلال الاستيلاء عليها وإعلانها محميات إسرائيلية خلافًا للقانون الدولي والإنساني، وآخرها إعلان محميات طبيعية في الأغوار الشمالية ونابلس والبحر الميت.

واختتم بالإشارة إلى اعتماد الشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية عام 2024، التي تحتوي على 27 محمية في الضفة الغربية ومحمية وادي غزة.

مسح شامل وميثاق

وأكد المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي، سيمون عوض، أن المؤتمر استكمال لمؤتمر أريحا حول العدالة البيئية لفلسطين، وامتداد للقاء الحواري أمس الأول في رام الله الذي ناقش دور الأديان في وقف الإبادة البيئية والحث على الانحياز إلى البيئة في الأزمات كلها.

وأضاف أن التنوع الحيوي في فلسطين بحاجة إلى دراسة مكثفة، خاصة أن التقارير الوطنية للتنوع الحيوي تشير إلى وجود آلاف من الأنواع، لكن لم يجرِ تسجيل غير عدد قليل منها.

وأطلق نداءً للباحثين وطلبة المدارس للانخراط في البحث العلمي واستكشاف فلسطين بجمالها وتنوعها الزاخر، وتسجيل أنواع جديدة تسهم في بناء قائمة موحدة للكائنات الحية في فلسطين.

وأشار عوض إلى جهود المركز خلال 38 عامًا في رفع مستوى الوعي البيئي، وبناء القدرات والأبحاث الميدانية والعلمية، إذ ساهم في أبحاث علمية وأوراق شقت طريقها إلى مجلات دولية محكمة، فضلا عن نشرات توعوية وأوراق حقائق، كما توج المركز جهوده بإصدار قوائم للتنوع الحيوي خاصة للطيور، بعد أربعة وعشرين عامًا من البحث.

وحث على توحيد الجهود وصولًا إلى تنفيذ مسح شامل للتنوع الحيوي، يراعي ترميم ما تم تدميره من موائل بيئية ومحميات في غزة المثخنة بوجعها، وليس ببعيد عما يجري في الضفة الغربية من عدوان على المحميات الطبيعية.

ودعا عوض إلى إعلان وثيقة لحماية التنوع الحيوي تشمل تعهدات مؤسساتية بحثية وتربوية وقانونية ورسمية وشبابية وإعلامية، والتوقيع عليها.

واختتم بأن المؤتمر ونقاشاته وتوصياته ستكون جزءًا مهما من خطة يجري بناء ملامحها مع اللجنة الوطنية لـIUCN، وسيطلق خطة عملية لتنفيذ مبادرتي المطران عازر، لغرس أشجار أصيلة تحمل أسماء أطفال غزة الشهداء، وإعلان 30 كانون الأول يوم التطوع الفلسطيني.

طاقة إيجابية

وقال المدير العام للإعلام والعلاقات العامة في محافظة بيت لحم لؤي زعول، إن المؤتمر يشكل طاقة إيجابية ودعوة إلى العمل، بالرغم مما تتعرض له غزة والضفة الغربية من عدوان.

وشدد على أن منطلقات العمل لمؤسساتنا محكومة بحرمة الدم الفلسطيني، وسيادة القانون واستقلال القرار الوطني.

وأعرب زعول عن أمله في تنفيذ توصيات المؤتمر، وخاصة أن محافظة بيت لحم تحتضن فعاليات ومؤتمرات بيئية يرعاها مركز التعليم البيئي منذ 38 عامًا.

أوراق وتجارب

وشهد اليوم الأول نقاشات حول توظيف الدين في حماية التنوع الحيوي، قدمها من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، القس أشرف طنوس، ومفتي محافظة بيت لحم، الشيخ عبد المجيد عمارنة.

وتضمنت الجلسة الثانية مناقشة التعليمات القانونية لحماية التنوع الحيوي، سردها الخبير في الدائرة القانونية لسلطة جودة البيئة، وليد فقها، ودور شرطة السياحة والآثار في حماية التنوع الحيوي من رئيس قسم الأمن البيئي في الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، العميد منتصر التميمي، ومدير فرع السياحة في محافظة بيت لحم، المقدم نادر إبراهيم.

وعرضت الجلسة الثالثة قائمة طيور فلسطين وخلاصات تجاربها، قدمها المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي، سيمون عوض، والتنوع الحيوي في فلسطين: المهددات وطرق الحماية من سلام أبو زيتون، الباحثة في مركز أبحاث التنوع الحيوي والبيئة (بيرك)، محطات تحجيل الطيور ومراقبتها والحديقة النباتية شرحها المشرف العام على محطات تحجيل الطيور ومراقبتها في مركز التعليم البيئي، ميشيل فرهود.

وسلطت الجلسة الرابعة الضوء على واقع التنوع الحيوي في المناهج المدرسية بأوراق المدير العام للمباحث العلمية في وزارة التربية والتعليم العالي، إيهاب شكري، ودور الإعلام البيئي في حماية التنوع الحيوي: تجارب وتحقيقات استقصائية عرضها من مجلة آفاق البيئة والتنمية، ومحرر ومشرف تحقيقات في شبكة (أريج)، فراس الطويل.

وسيتواصل المؤتمر غدًا بمناقشة جملة من الموضوعات بهذا الشأن، وسيختتم أعماله بإعلان مجموعات لبناء خطة عمل تشاركية نحو مسح وطني شامل للتنوع الحيوي، وفعاليات وبرامج وأنشطة لحماية التنوع الحيوي.

-

ع.ش/ ف.ع

 

 

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا