مينسك 6-12-2024 وفا- أحيت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية بيلاروس، بالشراكة مع وزارة خارجية بيلاروس، والمنسق الدائم لمنظمات الأمم المتحدة في الجمهورية، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وشارك في الفعالية ممثلون عن مؤسسات الخارجية والبرلمان ومجلس الجمهورية، والأحزاب السياسية البيلاروسية، وممثلو المجتمع المدني، وعدد كبير من السفراء والدبلوماسيين وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات الإعلامية البيلاروسية، وأبناء الجاليات الفلسطينية والعربية، وعدد من طلبة وأساتذة الجامعات البيلاروسية.
وبدأت الفعالية بالنشيدين الوطنيين الفلسطيني والبيلاروسي، ثم تم عرض فيلم عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، تلا ذلك كلمة سفير دولة فلسطين أحمد المذبوح، الذي شكر الحضور على تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وجمهورية بيلاروس على دعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقال السفير المذبوح: "إن تضامنكم اليوم هو إشارة قوية هي أننا لسنا وحدنا في هذه المعركة، ونؤمن بأن العالم سيتغلب على صمته وستنتصر الحقيقة في النهاية".
وأضاف: "اليوم أمامنا مأساة إنسانية في فلسطين عامة، وفي قطاع غزة خاصة، حيث يتعرض شعبنا لجرائم الإبادة الجماعية والاعتداءات الوحشية، إذ أن ما يحدث في غزة هو جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، ومن المؤلم أن نرى كيف تتساقط القنابل والصواريخ والقذائف الحارقة على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ، وكيف تهدم المنازل على ساكنيها، وتمنع إمدادات المياه والغذاء والدواء، ويتم تمزيق النسيج الاجتماعي".
وتابع: "يجب تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، ولكن لا يمكن أن نتحدث عن تحقيق العدالة ونحن نشاهد هذه المآسي تتكرر يوميا، وعاما بعد عام على مدى أكثر من 76 عاما"، مضيفا أن المساءلة هي الوسيلة الأقصر لإرغام اسرائيل على التخلي عن مشاريعها الاستعمارية.
وأكد أنه يجب على المجتمع الدولي ومنظماته، خاصة الأمم المتحدة، أن يستمر في تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني.
من ناحيته، قال النائب الأول لوزير الخارجية البيلاروسي، سيرغي لوكاشيفيتش، في كلمته، "نحن دائما نؤيد إقامة علاقة أخوية ومتينة مع الشعب الفلسطيني، تلك العلاقات التي ستعود بالمنفعة على الشعبين".
وكرر ما جاء في التهنئة التي وجهها رئيس الجمهورية لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، قائلا، "إن الظروف الصعبة التي تمر بها فلسطين ستنعكس سلبا على جميع الدول في المنطقة، ولذلك لا بد من التوصل إلى السلام، ويجب إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والعمل على وقف الحرب وتقديم المساعدات لسكان قطاع غزة".
وسلَّم لوكاشيفيتش السفير المذبوح، رسالة من رئيس الجمهورية إلى سيادة الرئيس محمود عباس، مضيفا أن رئيس الوزراء في بيلاروس، ووزير الخارجية، أرسلا رسائل بهذه المناسبة، وأن في هذه الرسائل تعبير عن الرغبة بتعزيز التعاون وتوطيد العلاقات مع فلسطين، وتأكيد على دعم الشعب الفلسطيني والوقوف معه في هذه الظروف الصعبة.
من جانبه، قال منسق منظمات الأمم المتحدة في جمهورية بيلاروس، رسول باجيروف، في كلمته، إنه "في مثل هذا اليوم من كل عام يقف المجتمع الدولي متضامنا مع الشعب الفلسطيني وحقوقه وعدالة قضيته وتقرير مصيره"، مضيفا أن "إحياء الذكرى هذا العام مؤلم على نحو خاص، لأن تلك الأهداف الأساسية ما زالت بعيدة المنال عما كانت عليه في أي وقت مضى، ومع ذلك، وبعد مرور أكثر من عام من الحرب، أصبحت غزة في حالة خراب".
وتابع أنه في "الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني وعمليات الإخلاء والهدم وعنف المستوطنين والتهديدات بالضم تتسبب في المزيد من الألم والمظالم".
بدوره، قال عضو أكاديمية العلوم البيلاروسية، البروفيسور سيرجي راخمونوف، "إننا لم نهبط إلى هذا المستوى كما هو الحال الآن من قتل ودمار، فالألم الفلسطيني هو ألمنا جميعا".
وأضاف أن "جمهورية بيلاروس تؤيد دولة فلسطين مئة بالمئة، لأن التاريخ علمنا أن نكون إنسانيين، ولذلك نحن نحس بآلام الناس وأوجاعها، وعلينا أن نتكاتف جميعا لنواجه معا هذا التطرف"، مؤكدا أن الجهات العلمية والمجتمعية التي يمثلها تؤيد وتدعم فلسطين.
من جهته، قال رئيس قسم الدراسات الأوراسية في جامعة بيلاروس الحكومية، البروفيسور أندريه روساكوفيتش، إن "فلسطين من أقدم حضارات العالم، والشعب الفلسطيني مشهور بإنجازاته، ونحن نؤيده وندعمه ليس فقط في يوم التضامن، وإنما بالتضامن والتآزر المستمر لتحقيق جميع أهدافه".
وجرى خلال الفعالية قراءة عدد من القصائد التي عبرت عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، كما أقامت السفارة معرضا للصور عن الأماكن التاريخية والدينية في فلسطين، وما يتعرض له قطاع غزة من إجرام وإبادة.
ـــ
و.أ