رام الله 5-12-2022 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية في الفترة بين 27 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 3 كانون أول/ديسمبر الجاري.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(284) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي المرئي، والمكتوب، والمسموع، وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيلي.
وفي مقال لمتان بيليغ (وهو مدير حركة "ام ترتسو" المتطرفة) نشرته القناة السابعة بعنوان: "كفى للشعور بالضحية لدى الفلسطيني.. من كان عليه ان يشعر بالإحباط وانه مسكين هم اليهود وليس العرب"، كتب أن "التاسع والعشرين من نوفمبر كان مفرحًا لنا جميعًا، لكن قبل ان نبدأ علينا ان نتذكر ولسوء الحظ انه كان اليوم العالمي للشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة، نعم هذا الشعب الذي تم اختراعه بعد الإعلان عن قرار التقسيم في 29 نوفمبر 1947، وقامت المليشيات الوحشية بتدمير الاستيطان اليهودي في أرض إسرائيل".
وتابع: "من كان عليه ان يشعر بالإحباط وانه مسكين هم اليهود وليس العرب. منذ وعد بلفور (1917) ومؤتمر سان ريمو (1920)، توقع اليهود أن تعترف دول العالم باستحقاق قطعة أرض عادلة لإعادة بناء وطنهم، وليس ارضًا مقسمة لا يمكن الدفاع عنها. ومع ذلك اختار اليهود الرقص في الشوارع فرحًا للقرار لانه افضل من لا شيء، وهذا القرار أفضل لهم من لعب دور الضحيّة، وبالذات العرب، هؤلاء الذين يملكون كل الشرق الأوسط وشمال افريقيا- اختاروا الحرب والإرهاب مجددًا عوضًا عن اختيار الحياة".
وختم: "اقترح على الأمم المتحدة وقف مد حالة الضحية التي يلعبها العرب بالوقود، وببساطة أقول لهم توقفوا عن ذلك".
ولا زال موضوع التصويت في الأمم المتحدة على استمرار الاحتلال وموقف المحكمة الدولية يقلق إسرائيل، وبالتالي يقلق إعلامها الذي يقف إلى جانب القيادة السياسية ويجد نفسه ملزمًا في تبني موقفها دون أي مساءلة جدية عن الاحتلال، واستمراره وحتى توسعه ومغالاته.
ونشرت القناة السابعة مقالا لاورلي هرري قال فيه إن "رئيس الوزراء يائير لبيد بعث رسالة إلى أكثر من 50 رئيس دولة دعاهم فيها إلى ممارسة نفوذهم لمنع التصويت في مجلس الأمم المتحدة على طلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأضاف أن لابيد أكد "أنه إذا لم تنجح خطوة منع التصويت في الأمم المتحدة، فإنه يتوقع من أصدقاء إسرائيل الوقوف إلى جانبها والتصويت ضد القرار، وأن هذا القرار جاء نتيجة جهد منسق للتمييز ضد إسرائيل، للتشكيك في مخاوفنا الأمنية المشروعة، وإنكار شرعية وجودنا ذاته".
وفي "يسرائيل هيوم" كتب مئير كوهين مقالا حول منع عرض فيلم "فرحة" الذي يتناول الواقع الفلسطيني، ويعرض (من وجهة نظر الكاتب) "الجنود الإسرائيليين على أنهم قتلة قساة القلوب يقومون بإعدام عائلة، بما في ذلك رضيع يبلغ من العمر سنة واحدة".
وكتب: "علمت هذا الصباح أن مسرح السرايا في يافا ينوي عرض الفيلم الأردني فرحة. إن قرار مسرح مدعوم ماليًا في إسرائيل عرض فيلم يتضمن مؤامرات كاذبة ضد جنود الجيش الإسرائيلي، ويقارن ذبح عائلة بسلوك النازيين في الهولوكوست، أمر شائن بشكل خاص. الحقيقة أن المسرح الإسرائيلي يعطي منبرا للأكاذيب والمؤامرات، وصمة عار".
ودعا إدارة المسرح إلى الانسحاب من عرض هذا الفيلم، ووزير المالية أفيغدور ليبرمان لفحص قضية ميزانية هذه المؤسسة.
وفي "معاريف" هاجمت آنا برسكي الأمم المتحدة، وكتبت تحت عنوان "انحدار إضافي في الأمم المتحدة". وقالت: "لا تزال إسرائيل تعاني من التمييز في الأمم المتحدة. تم تمرير قرار آخر مناهض لإسرائيل في المنظمة بأغلبية الأصوات. صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح القرار الذي قدمه الفلسطينيون لإحياء ذكرى "النكبة" الـ75".
ونقلت عن أردان، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة أن "النكبة التي يعيشها الفلسطينيون هي نكبة جلبوها لأنفسهم عندما بدأوا الحرب، وهذه النكبة هي التي تصر الدول العربية والفلسطينيون على ترسيخها حتى يومنا هذا، عندما يرفضون دمج أحفادهم من اللاجئين واستيعابهم واستخدامهم في العابهم السياسية".
وقالت: "ينضم تصويت هذا الأسبوع إلى تصويت آخر قبل حوالي شهر، عندما وافقت لجنة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالسياسة وإنهاء الاستعمار بأغلبية ساحقة على اقتراح فلسطيني، يدعو إلى إصدار رأي عاجل لمحكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في لاهاي بشأن المعنى القانوني لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي".
وخلال الفترة التي يغطيها التقرير، وحول عملية إعدام الشاب مفلح عمار في بلدة حوارة جنوب نابلس، رصد تبني كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية موقف جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي أدعى أنّ مفلح أقدم على تنفيذ عملية، مع تجاهل مطلق للفيديو الذي نشر والذي أظهر جليًا ان مفلح كان يمكن اعتقاله عوضًا عن تصفيته بخمس طلقات في البطن. العناوين التي جمعت من الحادثة، ركزت على موقف الجندي، ولم تتطرق بالمرة إلى الشهيد والفيديو. شددت على موقف الجيش والشرطة ومدحهم لعملية الإعدام دون أدنى مساءلة. كافة الصحف ركزت على "إصابة الجنود"، وهاجمت كل من طالب بالتحقيق في إعدام الشهيد مفلح. وعكست التغطية الإسرائيلية للحدث تعاون الإعلام الإسرائيلي، بشكل تام وطوعي، مع الرواية الرسميثة الإسرائيلية وتغليبها، وحتى اغلاق الثغرات حال وجدت، رغم وجود فيديو توثيقي للحادثة.
ــــ
ي.ط