القاهرة 7-12-2025 وفا- انطلقت اليوم الأحد، في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، أعمال الدورة الـ114 لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، بمشاركة وفود رسمية من الدول الأعضاء، إلى جانب ممثلين عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
وفي كلمته الافتتاحية، نقل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، تحيات الرئيس محمود عباس إلى المشاركين، مؤكدًا أن المؤتمر يعقد في ظل تصعيد إسرائيلي غير مسبوق، يتجلى في حرب إبادة جماعية تستهدف الشعب الفلسطيني، وتطال بشكل مباشر المخيمات واللاجئين ووكالة "الأونروا".
وأشار أبو هولي إلى أن المؤتمر يعقد بعد عامين من العدوان المدمر على غزة، الذي خلف آلاف الشهداء والجرحى ودمارًا هائلًا، فيما تواصل إسرائيل عرقلة جهود التعافي، مستمرة في سياسة الإبادة الجماعية والتجويع المتعمد، مما فاقم الكارثة الإنسانية.
وأكد أبو هولي على ضرورة التنسيق المشترك وبلورة موقف عربي موحد تجاه جميع القضايا المصيرية، داعيًا إلى دعم الشعب الفلسطيني ونضاله السياسي لاسترداد حقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. كما شدد على أهمية تقديم مزيد من الدعم والتمكين للاجئين الفلسطينيين لمواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والأزمة المالية المتراكمة التي تعاني منها الأونروا، إضافة إلى القوانين الإسرائيلية التي تحظر أنشطتها في القدس الشرقية وتقوض ولايتها في الضفة الغربية وقطاع غزة، واستهداف موظفيها ومنشآتها، حيث يعتمد أكثر من 2.7 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس على المساعدات النقدية والغذائية الطارئة.
وأوضح أبو هولي أن الأونروا تواجه أزمة مالية غير مسبوقة، مع تسجيل عجز يقدر بنحو 200 مليون دولار بداية من ديسمبر وحتى نهاية الربع الأول من 2026، وفجوة تمويلية للميزانية الاعتيادية بقيمة 265 مليون دولار من إجمالي الموازنة المقدرة بـ959 مليون دولار للعام 2026، مؤكدًا ضرورة استجابة الدول المانحة بشكل عاجل لتوفير التمويل الكافي والمستدام لضمان استمرار تقديم الخدمات التعليمية والصحية والإغاثية والطوارئ للاجئين في غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن.
وأكد أبو هولي أن المؤتمر سيخرج بتوصيات مهمة حول مجمل القضية الفلسطينية سترفع إلى مجلس وزراء الخارجية العرب في دورته المقبلة.
من جهته، أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير فائد مصطفى، أن المحاولات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين وفرض ظروف إنسانية طاردة، تُعد استمرارًا لسياسات الاحتلال لتقويض فرص السلام والوجود الفلسطيني، وستواجه بموقف عربي وإسلامي ودولي متماسك. كما رحب بالبيانات والقرارات الأخيرة الصادرة عن وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية والجمعية العامة للأمم المتحدة، بما في ذلك تجديد ولاية الأونروا لثلاث سنوات قادمة.
وأضاف مصطفى أن الأونروا تظل عنوان الالتزام الدولي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين، محذرًا من محاولات إنهاء عملها وتصفيتها، بما في ذلك القرارات الإسرائيلية الأخيرة في القدس وقطاع غزة، والتي استهدفت مدارسها ومقراتها وموظفيها.
وأشار إلى أن الوضع في الضفة الغربية لا يزال بالغ الخطورة، مع استمرار نشاط المستوطنين وعصاباتهم المسلحة، وفرض الاحتلال لسياسات العزل والاغلاقات والإعدامات الميدانية والتهويد، إلى جانب محاولات ضم الأراضي وتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد مندوب دولة فلسطين في الجامعة العربية، السفير مهند العكلوك، أن المؤتمر ركز على دور الأونروا في التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، ضمن خطة عربية وإسلامية تدعم جهود إعادة الإعمار.
كما أكد الوفد المصري على رفض مصر القاطع لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن استمرار الاحتلال في رفض استحقاقات السلام لن يحقق الأمن لأي طرف.
بدوره، شدد ممثل الأونروا على أن الوكالة تواجه أزمة مالية هي الأشد منذ تأسيسها، مع ضرورة ترجمة الدعم الدولي إلى دعم سياسي ومالي عاجل لضمان استمرار خدماتها الأساسية للاجئين.
وأكدت الوفود المشاركة على ضرورة دعم الأونروا ماليًا وسياسيًا، والتصدي لمحاولات تصفيتها، وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي 194.
ويناقش المؤتمر على مدار أربعة أيام عدداً من الملفات المتعلقة بتطورات القضية الفلسطينية وأوضاع الفلسطينيين، بما في ذلك القدس، وحرب الإبادة على قطاع غزة، وحملات التطهير العرقي، والجهود العربية لدعم صمود المقدسيين في مواجهة الاستهداف الإسرائيلي.
ــــــ
ع.و/ ف.ع


