"من أجل المسار نحو سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط قائم على حل الدولتين"
نيويورك 16-9-2025 وفا- قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، إن الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة والذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة "فرصة لا يمكننا تفويتها"، حيث تتاح كل الإمكانات للحوار والوساطة.
وفي المؤتمر الصحفي الذي يعقده سنويا قبل الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة، قال غوتيريش إن الأوقات الحالية تتطلب أكثر من مجرد مواقف ووعود، بل "تتطلب من القادة إحراز تقدم والوفاء به". وأضاف أن "على القادة أن يكونوا جادين، وأن ينفذوا".
وشدد على أن هناك الكثير على المحك، مضيفا: "نجتمع في ظروف مضطربة، بل ومجهولة".
وأشار إلى اتساع الانقسامات الجيوسياسية، واشتعال الصراعات، وتصاعد الإفلات من العقاب، وارتفاع حرارة الأرض، وتسارع التقنيات الجديدة دون حواجز، واتساع أوجه عدم المساواة، ومواجهة التعاون الدولي ضغوطا "لم نشهدها في حياتنا".
وقال غوتيريش: "يطلق البعض على هذا الحدث اسم كأس العالم للدبلوماسية. لكن لا يمكن أن يكون هذا الحدث متعلقا بتسجيل النقاط، بل بحل المشاكل".
ودعا أمين عام الأمم المتحدة إلى أن يكون الأسبوع رفيع المستوى، "أسبوعا للحلول" من أجل السلام في غزة وأوكرانيا والسودان وغيرها، ومن أجل المسار نحو سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط قائم على حل الدولتين، ومن أجل المناخ، ومن أجل الابتكار المسؤول، ومن أجل النساء والفتيات، ومن أجل تمويل التنمية، ومن أجل أمم متحدة أقوى.
سُئل الأمين العام في المؤتمر الصحفي عن تعليقه على تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة الذي خلص إلى أن "إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة"، فقال إنه ليس من صلاحياته أن يصدر حكما قانونيا بشأن الإبادة الجماعية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعود إلى الهيئات القضائية المختصة، وتحديدا مـحكمة العدل الدولية.
وذكّر أنطونيو غوتيريش بأن محكمة العدل الدولية تنظر حاليا في قضية بعنوان "تطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة".
ولكنه قال إن حقيقة أنه لا يملك السلطة القانونية لإصدار حكم قانوني بالإبادة الجماعية "لا تعني أنني لا أعتبر ما يحدث في غزة أمرا فظيعا".
وقال: "نشهد تدميرا هائلا للأحياء، والآن تدميرا ممنهجا لمدينة غزة. نشهد قتلا جماعيا للمدنيين بطريقة لا أتذكرها في أي صراع منذ أن توليت منصب الأمين العام. نشهد عوائق خطيرة أمام توزيع المساعدات، والتي توقفت تماما في مرحلة معينة، مع ما يترتب على ذلك من معاناة للشعب الفلسطيني ووضع مروع يتمثل في المجاعة، وعدم القدرة على الوصول إلى أي نوع من الدعم الصحي، واستمرار النزوح، والخطر الوشيك بفقدان حياتهم في أي لحظة".
وقال الأمين العام إن "هذا أمر لا يمكننا أن ننساه بغض النظر عن الأسماء التي تُطلق عليه. الحقيقة هي أن هذا أمر غير مقبول أخلاقيا وسياسيا وقانونيا".
وفي سؤال صحفي آخر حول عدم قدرته على إصدار حكم قانوني بشأن تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة وما إذا "التاريخ سيحكم عليه بقسوة" حيال هذا الأمر، رد الأمين العام أنطونيو غوتيريش بالقول: "سيتذكر التاريخ حقيقة أننا كنّا في الخطوط الأمامية من أجل الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني. سيتذكر التاريخ أن 400 من موظفي الأمم المتحدة قُتلوا في غزة. سيتذكر التاريخ كل الجهود التي بذلناها لإدانة الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي، والأسوأ من ذلك، مستوى الموت والدمار الذي لا مثيل له في فترة تولي منصبي. سيتذكر التاريخ أننا كنا في موقع قيادي في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وفي الترويج لإقامة دولة فلسطينية. هذا ما سيتذكره التاريخ، وليس مسألة مصطلحات".
وأوضح الأمين العام أن المشكلة ليست في التعريفات، بل في الواقع، مؤكدا أنه "ما من أحد وصف هذا الواقع بطريقة أكثر دراماتيكية من الأمم المتحدة، واسمحوا لي أن أقول أنا شخصيا".
ــــ
ع.ف