رام الله 11-6-2025 وفا-
لم تملأ خيبة الأمل جوارحنا يوماً على خسارة مباراة كرة قدم أو الخروج من بطولة قارية أو دولية كما هو الحال اليوم لكن لعله سيناريو الخروج في اللحظات الأخيرة هو ما عمق حالة الحزن خصوصاً لمن تابعوا المباراة على الهواء مباشرة.
كثيرون منا بدأوا الاحتفال بالفعل بالتأهل للدور الرابع للتصفيات المؤهلة لكأس العالم مع تبقي ثوان قليلة من مواجهة منتخب عمان قبل أن يتغير المشهد بهدف التعادل من ركلة جزاء أعادت للذاكرة لحظات الحزن وخيبة الأمل التي يعيشها شعبنا في مناح عدة لظروف جميعنا يعلمها.
لكل من لا تزال مشاعر خيبة الأمل تسيطر عليه بسبب خروجنا من تصفيات كأس العالم نذكره بأن جُلنا لم يكن يعتقد بأن المنتخب سيصل إلى هذا اللحظة من المنافسة أصلاً بعد سلسلة نتائج مخيبة منذ بداية الدور الثالث تسببت بنزيف نقاط وألقتنا في قاع المجموعة ونذكره أيضاً بأن الأمل في التأهل للدور الرابع كان مفقوداً حتى قبل مباراتين فقط من مواجهة عمان إثر عدم تحقيقنا أي فوز في الدور الثالث من التصفيات إلى أن تمكن المنتخب بطاقمه الفني الجديد وعناصره الشابة المنضمة أخيراً لبقية المخضرمين من إحياء الأمل بفوزين متتاليين على العراق والكويت متشبثاً بآمال التأهل الضعيفة المتبقية حتى حكمت أقدار كرة القدم بنهاية مشوار الفدائيين بركلة جزاء في آخر أنفاس المباراة.
بإمكاننا فتح صفحة الانتقادات وإلقاء اللوم على اللاعبين والجهاز الفني و حتى اتحاد كرة القدم كما هي عادة جماهير كرة القدم في كل مكان في العالم.
لكن من كان يظن قبل عشرين عاماً أننا سنصل في يوم من الأيام إلى هذا النقاش الرياضي أصلاً وإلى مشاعر خيبة الأمل هذه بسبب الأداء الرياضي في بلد محتل،
الفدائيون هم من رفعوا آمالنا طوال عشرين سنة من العمل المتواصل في الظل حتى بتنا ضيوفاً دائمين على بطولات كأس أسيا منذ أول تأهل رسمي في نسخة 2015 إلى آخر مشاركة بوصولنا لثمن النهائي في نسخة 2023 بل وأصبح منتخب الحالمين مصدر قلق دائم لكبار القارة الصفراء بفضل الروح القتالية التي يتمتع بها لاعبوه دائماً.
معركة هذه النسخة من كأس العالم انتهت مع طموحات عالية في النسخة المقبلة أما مشاعر الإحباط فستتلاشى سريعاً مع استعدادات المنتخب لضمان التأهل لبطولة كأس العرب تحت مظلة الفيفا المقررة نهاية العام الجاري في قطر وستتعزز الثقة مجدداً بمشاركتنا المقبلة في بطولة كأس أسيا عام 2027 في السعودية والتي نذكركم بأننا ضمنا التأهل إليها مسبقا.
الكاتب: صفوان ابو شنب
-
/
.JPG-ce07c79e-cdea-405a-9e3f-ea371ac908e9.JPG)
