أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 29/05/2025 11:12 م

نازحو غزة يطالبون بتوفير حماية دولية في ظل تصاعد الإبادة الجماعية


غزة 29-5-2025 وفا- محمد دهمان

في 19 أيار/مايو الجاري، أصدر الاحتلال الإسرائيلي أمراً بإخلاء شامل لمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، طالباً من المواطنين النزوح الفوري إلى منطقة "المواصي" على الساحل الغربي.

أدى هذا القرار المفاجئ إلى موجة نزوح غير مسبوقة لأكثر من 150 ألف مواطن، في ظل ظروف إنسانية كارثية، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا مقومات حياة.

النازح فهمي عطية الجزار (64 عاما)، موظف متقاعد في وزارة الصحة، والذي نزح إلى خان يونس من محافظة رفح، قال لـ"وفا": "نزحت في البداية إلى منطقة حمد في خان يونس، وعندما صدر أمر الإخلاء اضطررت أن أفرّ بأولادي وأحفادي إلى المواصي. نحن الآن 31 فردًا نعيش في خيمة واحدة".

ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على شعبنا في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نزح ما لا يقل عن 1,9 مليون مواطن - أو حوالي 90 بالمئة من السكان - في جميع أنحاء قطاع غزة، بحسب بيانات الأمم المتحدة. وقد تعرض العديد منهم للنزوح مرارا وتكرارا، بعضهم 10 مرات أو أكثر. ومنذ إصدار الاحتلال أوامر الإخلاء الأخيرة، اضطر المزيد من المواطنين إلى النزوح بحثا عن الأمان المفقود في القطاع.

النازح فتحي أبو شاب، من بلدة القرارة شمال محافظة خان يونس، روى قصته بمرارة قائلًا: "خرجت من بيتي أنا وزوجتي وأولادي الثلاثة وبنتي الوحيدة، دون أن نحمل شيئًا… لا ملابس، لا أثاث، لا حتى بطانيات. خرجنا بأرواحنا فقط. نمنا في العراء، على الرمل، تحت السماء. كانت ليلة قاسية، برد وجوع وخوف. لم يكن لدينا حتى خيمة. إلى أن تبرع أهل الخير ببعض الشوادر لأستر بها عائلتي".

وأضاف، وقد غلبه التأثر: "نحن لا نطلب سوى حماية من هذا الجحيم، من هذا الطغيان"، داعيا إلى توفير الحماية الدولية لشعبنا.

أما في بلدة عبسان الجديدة شرقي خان يونس، فهناك صوت آخر يصدح بالوجع ذاته، صوت إيمان الزير، وهي أم لأربعة أطفال تبلغ من العمر 35 عامًا. قالت لوكالة "وفا": "نزحت أكثر من 15 مرة، من مكان إلى آخر، ولم أعد أحتمل الهروب. يوم 17 كانون الثاني/ يناير 2024، الساعة الثالثة فجرًا، استُشهدت عائلتي بالكامل – أبي، وأمي، وإخوتي، وأختي، وزوجة أخي الحامل – في مجزرة وحشية دمرت بيتنا بالكامل. بقيت أنا وأولادي الأربعة فقط: بنتان (16 و14 سنة)، وولدان (15 و8 سنوات). نعيش الآن في خيمة فوق ركام البيت، في بلدتنا عبسان، لأنني لم أعد أحتمل النزوح مجددًا".

وتابعت إيمان حديثها بصوت مرتجف: "تتوفر المياه ساعتين فقط يوميًا، والمعلبات التي كنت أخزنها نفدت. لا كهرباء، لا طعام، ولا دواء. ننتظر رحمة الله".

وأردفت: "هذه الحرب أخذت أهلي، عزوتي، سندي... نناشد أصدقاء فلسطين والمنصفين في العالم وأصحاب الضمائر الحية أن يتدخلوا لإنهاء هذا الجحيم وتوفير الحماية لنا".

وعلى مدار نحو 20 شهرا من الإبادة في غزة استهدف الاحتلال الإسرائيلي عشرات مراكز الإيواء بينها مدارس وجامعات وساحات مستشفيات ومناطق ادعى أنها "آمنة"، ما أسفر عن استشهاد وإصابة آلاف المواطنين غالبيتهم أطفال ونساء. وبلغ عدد مراكز الإيواء والنزوح المستهدفة من الاحتلال أكثر من 235 مركزا.

ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية ومجاعة قاسية منذ أن أغلق الاحتلال المعابر في 2 آذار/ مارس الماضي، مانعا دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعد حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المواطنين، مخلفا أكثر من 177 ألف بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

وبات نحو 1.5 مليون مواطن من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

ـــــ

ع.ف

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا