طولكرم 13-5-2025 وفا- أحيت اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى الــ77، في طولكرم، ذكرى نكبة فلسطيني، وذلك أمام مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمدينة.
ورفع المشاركون من المؤسسات الرسمية والشعبية وفصائل العمل الوطني والأطر النسوية، وعدد من طلبة المدارس الأعلام الفلسطينية، واليافطات التي تؤكد حق العودة، مرددين الهتافات الوطنية الغاضبة المنددة بعدوان الاحتلال على طولكرم وجنين وقطاع غزة.
وقال محافظ طولكرم عبد الله كميل، إن الشعب الفلسطيني يواجه اليوم نكبة جديدة في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة، واستمرار سياسات الاحتلال في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن المشهد يعيد إلى الأذهان ما جرى عام 1948، حيث هجر الفلسطينيون بقوة السلاح وارتكبت بحقهم مجازر بشعة.
وأكد أن الفلسطينيين رغم كل ما مروا به، ما زالوا متمسكين بحق العودة، مشيدًا بصمود أبناء المخيمات الذين نزحوا مؤخرا من مخيمي طولكرم نتيجة العدوان الإسرائيلي، ومؤكدا أنهم مصرون على العودة إلى حيفا ويافا وكل المدن والقرى التي هُجّروا منها.
وشدد كميل على أن ما يجري في غزة هو إصرار على الحياة رغم القتل والدمار، وأن الشعب الفلسطيني أثبت على مدار تاريخه أنه لا يُقهر، وقدم آلاف الشهداء ومليون أسير ممن توسمت أجسادهم بأوسمة الشرف والعزة دفاعا عن حريته وكرامته.
وقال: "شعبنا يقاتل باسم الأمة ويدافع عن القدس، العاصمة الأبدية لفلسطين. هذه المعركة ليست معركة الفلسطينيين وحدهم، بل معركة إنسانية باسم القيم والعدالة والحرية، التي هي من صميم الفكر الإنساني".
وأضاف كميل أن الاحتلالات المتعاقبة على فلسطين جميعها رحلت، وبقي الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الاحتلال الحالي مصيره الزوال، وأن الفلسطينيين لن يهاجروا من أرضهم، بل سيبقون فيها حتى نيل الحرية والاستقلال.
وقال: "نحن الآن نعيش الذكرى الاليمة على قلوبنا ونعيش هذه النكبة الان في طولكرم وجنين وطوباس وكل مكان وهناك في قطاع غزة، هذا الشعب الفلسطيني المثقل بالجراح اكثر من اليوم مصر على تطبيق فكرة الحرية والاستقلال فهي ثقافة تسللت الى دمائنا والى قلوبنا وعقولنا واشبالنا وزهراتنا والاجنة في بطون الامهات".
ودعا كميل إلى التمسك بالوحدة الوطنية، واعتبرها القانون الأوحد للانتصار، مناشدا الكل الفلسطيني للالتقاء على كلمة سواء، تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
واختتم كلمته بالدعوة إلى الوقوف مع الأسرى الذين يواجهون ظروفا صعبة في سجون الاحتلال، ومع الجرحى والمصابين، مجددا التأكيد على أن الشعب الفلسطيني يستحق الحرية والكرامة.
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي رباح، إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني لا يستند إلى أي مبرر أمني أو عسكري، بل يهدف بشكل واضح إلى تنفيذ سياسة التهجير، وترويع المواطنين، وتدمير البنية الاجتماعية، ضمن مخطط استيطاني ممنهج لضم الأراضي الفلسطينية.
وأوضح أن مواجهة هذا العدوان تبدأ بالحفاظ على الوجود الشعبي، وتمسك المواطنين بالبقاء في مخيماتهم، داعيا إلى العمل الفوري لإعادة النازحين إلى المخيمات، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، حتى تبقى هذه المخيمات شاهدة على النكبة ومصدرا للصمود والثبات الوطني.
وأكد رباح أن التصدي للمخططات الإسرائيلية يتطلب تفعيل المقاومة الشعبية الشاملة، وتحركا جماهيريا واسعا، إلى جانب تحرك سياسي منسق تقوده القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، من خلال خطة وطنية شاملة تتضمن البعد الاجتماعي والسياسي والإعلامي والدولي، بهدف فضح العدوان وفضح جرائم الاحتلال، والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها.
وشدد على أن دعم صمود الشعب الفلسطيني، وتوفير مقومات البقاء له، يمثلان أولوية وطنية، خاصة في ظل ما يتعرض له قطاع غزة من عدوان يستهدف التهجير وكسر الإرادة الوطنية.
وقال رباح: "منع تهجير غزة وإفشال أهداف العدوان يعني حماية الضفة الغربية، فالقضية الفلسطينية واحدة، والمعركة واحدة في الضفة وغزة، وهذا ما نعمل لأجله ويجب أن نواصل العمل عليه".
وجدد رباح تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وبحقوقه الوطنية الثابتة، مؤكدًا أن فلسطين هي أرض الشعب الفلسطيني، وعاصمتها القدس، وأن حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجّروا منها عام 1948 سيبقى حقا ثابتا لا يسقط بالتقادم.
ــــــ
هـ.ح/ م.ب