ثمن تمويل جمهورية الصين الشعبية المتنامي للأونروا
رام الله 30-4-2025 وفا- بحث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، مع سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين تسنغ جيشين، آخر المستجدات السياسية التي تشهدها الساحة الفلسطينية والمنطقة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بالإضافة الى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات الأونروا الخمس، والتحديات السياسية والتشغيلية والمالية التي تواجه الأونروا.
وأكد أبو هولي، خلال لقائه السفير الصيني اليوم الأربعاء، في مقر دائرة شؤون اللاجئين بمدينة رام الله، استمرار عمل الأونروا غير القابل للاستبدال وفقا لتفويضها الصادر من الجمعية العامة بالقرار 302، باعتبارها دعامة العمل الإنساني في قطاع غزة، وشريان الحياة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين وفي الدول المضيفة في الأردن وسوريا ولبنان، ولما تشكله من تجسيد حي للمسؤولية الدولية تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى حين إيجاد حل سياسي لقضيتهم طبقا لما ورد في القرار 194.
وأعرب عن تقديره لجمهورية الصين لتمويلها المتنامي للأونروا، وتقديمها تمويل إضافي في عام 2024، داعياً جمهورية الصين الشعبية إلى زيادة تمويلها لتغطية فجوة التمويل الكبيرة التي تواجه ميزانية الأونروا بعد قطع الولايات المتحدة الأميركية والسويد تمويلهما للأونروا والذي يعادل 40% من إجمالي موازنة الاونروا الاعتيادية (البرامجية) التي تقدر هذا العام بـ 880 مليون دولار ولجوء دول أوربية أخرى إلى تخفيض تمويلها.
وأشاد بالموقف الصيني الداعم والمناصر للأونروا في المحافل الدولية وفي جلسات الإحاطة بمجلس الأمن ورفضه للقانونين الإسرائيليين اللذين يحظران أنشطة الأونروا والاستهداف الإسرائيلي لمنشآتها وموظفيها، مطالباً الصين باستضافة ورعاية مؤتمر دولي على أراضيها لمناصرة ودعم الأونروا وحشد الموارد المالية لها.
كما وضع أبو هولي السفير الصيني في صورة الأوضاع التي تشهدها المخيمات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية مع استمرار عدوان الاحتلال عليها منذ كانون الثاني/ يناير الماضي والذي تسبب في تدمير البنى التحتية لمخيمات طولكرم ونور شمس وجنين، ونزوح ما يزيد عن 45 ألف فلسطيني، إضافة لعشرات الشهداء والجرحى.
كما وضعه في صورة حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة والمتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأسفرت عن استشهاد وإصابة 200 ألف، وما يزيد 11000 مفقود، وتدمير أكثر من ثلثي المساكن والمنشآت والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية إلى جانب المحاولات الإسرائيلية لتصفية الوجود الفلسطيني في قطاع غزة عبر التهجير القسري والتطهير العرقي.
وحذر أبو هولي من أن خطر المجاعة بات يتهدد ما يزيد 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة مع استمرار دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ الأول من آذار/ مارس الماضي إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات والوقود والأدوية وقطع الكهرباء والمياه.
وتطرق إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات الذين يعانون من تفشي البطالة والفقر في اوساطهم والتي بلغت ما يزيد عن 85%، وان الأوضاع المعيشية ستزداد سوءاً في ظل تفاقم ازمة الاونروا المالية وعدم قدرتها على تلبية احتياجات اللاجئين في المخيمات والوفاء بصرف دورات المساعدات النقدية والغذائية والعينية لهم.
وأكد عمق العلاقات التاريخية الفلسطينية الصينية على مدار عقود من الزمن، وأن جمهورية الصين الشعبية بقيادة الحزب الشيوعي الصيني داعما رئيسا لحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة ولنضاله ووحدته تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية وجهودها التي تبذلها لاستعادة وحدة شعبنا الفلسطيني.
وأشاد أبو هولي بدعم حكومة جمهورية الصين الشعبية السياسي للقضية الفلسطينية والجهود التي تبذلها مع المجتمع الدولي من أجل تحقيق حل الدولتين من خلال عقد مؤتمر دولي لوضع جدول زمني وخارطة طريق لتحقيق ذلك، وتبنيها عمليا لرؤية الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام، وكذلك دعم الصين للخطة الفلسطينية/المصرية التي أصبحت الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة ومنع التهجير.
من جانبه، جدد سفير جمهورية الصين الشعبية تأكيد بلاده على دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، مشددًا على أهمية استمرار عمل الأونروا والتزام جمهورية الصين الشعبية بتقديم الدعم السياسي والإنساني للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.
وقال: "إن جمهورية الصين الشعبية تدعم الأونروا على المستويات كافة وهذا لا يمكن أن يتغير".
وأعرب عن قلقه البالغ إزاء الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخاصة اللاجئين، مؤكدًا أن جمهورية الصين الشعبية تتابع هذه المعاناة باهتمام كبير.
وقدّم شرحا عن المشاريع التي نفذتها الحكومة الصينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكدًا أن بلاده تساهم من خلال مؤسساتها المختلفة في دعم فلسطين والمخيمات ووكالة الأونروا.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون الثنائي، لتقديم الدعم الإنساني للاجئين وتعزيز صمودهم في ظل التحديات القائمة.
ــــ
م.ب