الرباط 24-4-2025 وفا- أبرز مشاركون في ندوة نظمتها وكالة بيت مال القدس الشريف، اليوم الخميس، في المعرض الدولي للنشر والكتاب "عناصر الحضور المغربي في القدس وفلسطين، وآليات ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة المغربية في فلسطين والشام"، بمشاركة باحثين وكتّاب من المغرب وفلسطين.
وقال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، إن الوكالة تسعى، من خلال هذه الندوة، إلى تقديم عدد من الباحثين المتخصصين لإبراز عناصر الثقافة المغربية في فلسطين والشام بكل ما تحمله من قيم ومعارف في كل مجالات الأدب والفنون والثقافة والتاريخ.
وأبرز الشرقاوي أن هذا الأمر تؤكده مساهمات المغاربة عبر التاريخ، من خلال الحجاج والرحالة وطلبة العلم الذين مروا من القدس أو أقاموا بها.
من جهتها، أبرزت رئيسة كرسي الدراسات المغربية بجامعة القدس، صفاء ناصر الدين، أن هذا الكرسي يسعى لأن يشكّل جسرا علميا دائما بين الرباط والقدس، معتبرة أن الأمر لا يتعلق بمجرد وحدة بحثية، وإنما بمشروع حضاري يعكس رؤية استراتيجية مغربية نابعة من عمق التفاعل الإنساني والثقافي بين الشعبين.
وعبرت ناصر الدين، في هذا الصدد، عن امتنانها العميق لملك المغرب محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لرعايته المباشرة لهذا المشروع، من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف، مؤكدة أن هذا الدعم يجسد عمق الرؤية الملكية الشاملة التي تضع المعرفة في صلب الدفاع عن الذاكرة.
وأضافت أن الكرسي يشكّل "نافذة مشرقة للحضور المغربي في النسيج المقدسي"، ويعزز أدوار المعرفة في مواجهة محاولات الطمس والاختزال، من خلال البحث العلمي الرصين الذي ينتج معرفة حديثة حول تأثير الثقافة المغربية في محيطها المشرقي.
بدوره، أبرز عميد كلية الآداب بجامعة القدس سابقا، مشهور حبازي، أن العلاقات المغربية-الفلسطينية تضرب بجذورها في عمق التاريخ، وما فتئت تتجدد بفضل جهود وكالة بيت مال القدس الشريف، ليس فقط على الصعيد الثقافي، بل أيضا في مجالات معرفية متعددة.
ونوه حبازي بالدور الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس الشريف على مستوى العلاقات المغربية- الفلسطينية، مضيفا بالقول "نثمن هذا الدور الكبير الذي يضطلع به المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، في دعم فلسطين، والقدس".
من جهته، استعرض الروائي وأستاذ التعليم العالي بجامعة القدس، وليد شرفا، قراءة أدبية في عمق العلاقات الفلسطينية-المغربية الذي يتمثل أساسا في ذلك "الإدراك الصلب للفعل التاريخي" للمغاربة في القدس، والذي خلف آثارا معنوية وروحية قوية، جعلت من العلاقة بين الطرفين رمزا للوعي المشترك والذاكرة المتبادلة.
وأوضح شرفا أن هذا العمق في العلاقات ساهم في بلورة تمثلات شعبية ونخبوية أنتجت صورا ثقافية ووعيا جماعيا تكرس الحضور المغربي في الوجدان الفلسطيني والعكس صحيح، مشيرا في هذا الصدد إلى الحضور البارز لفلسطين في الأدب المغربي.
وأكدت مداخلات المشاركين والحضور في الندوة أن الحضور المغربي في فلسطين عامة، والقدس والخليل على الخصوص، ليس حضورا عابرا، وإنما هو امتداد طبيعي لعلاقة تاريخية وروحية موغلة في القدم.
كما ثمنوا مبادرة إحداث كرسي الدراسات المغربية بجامعة القدس، معتبرين أن الأمر يتعلق بتجل آخر من تجليات تعزيز التضامن المغربي الفلسطيني، وحفظ الذاكرة.
ـــــ
ع.ف