الرباط 12-12-2024 وفا- وقّعت المكتبة الوطنية الفلسطينية، ونظيرتها المغربية على بروتوكول تعاون بينهما، في العاصمة المغربية الرباط.
وأفادت المكتبة الوطنية في بيان لها، اليوم الخميس، بأن هذه الاتفاقية، التي وقع عليها كل من مديرة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالنيابة سميرة ماليزي، ورئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع، تنص على تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأطر العاملة في المكتبة الوطنية الفلسطينية في مجالي الرقمنة وترميم الوثائق، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرة المغربية في مجال الأرشيف الرقمي.
وأضافت: كما يتعلق هذا البروتوكول، الذي جرى التوقيع عليه بحضور السفير الفلسطيني بالرباط، جمال الشوبكي، ومدير وكالة بيت مال القدس محمد سالم الشرقاوي وعدد من السفراء المعتمدين بالرباط، بوضع برامج لتبادل الأنشطة الثقافية بين البلدين، والعمل على تزويد المكتبة الفلسطينية بمجموعة من الإصدارات المغربية تهم العلاقات المغربية الفلسطينية في مجالات مختلفة.
وأوضحت ماليزي، أن هذه الاتفاقية تعكس التزام المملكة المغربية بالمساهمة في حفظ الموروث الوثائقي الفلسطيني وحمايته من الضياع، من خلال تكوين مجموعة من الأطر الفلسطينية المتخصصة في عملية ترميم الوثائق التي تهددها عوامل الزمن. كما تُمكّن المكتبة الوطنية المغربية، من خلال الخبرات التي اكتسبتها في مجالي الرقمنة وحفظ الأرشيف، نظيرتها الفلسطينية من الاستفادة من هذه التجارب في الحفاظ على الذاكرة الثقافية وصون الوثائق والمخطوطات الوطنية في فلسطين.
وأضافت ماليزي أن المؤسسة المغربية، من خلال التوقيع على هذا البروتوكول، تسعى إلى تمكين المكتبة الفلسطينية من الاستفادة من الخبرات التي راكمتها في مجال رقمنة الوثائق والمخطوطات، كما ستقدم المكتبة المغربية، بهذه المناسبة، مجموعة من الإصدارات التي تتناول العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين البلدين، وذلك في حدود 1000 عنوان.
من جانبه، أعرب قراقع عن اعتزازه بالدعم المستمر للمملكة المغربية من أجل الحفاظ على الذاكرة الثقافية الفلسطينية، على "اعتبار أن المكتبة تشكل ذاكرة للوطن، ومرجعية أساسية للمهتمين والباحثين والراغبين في الاطلاع على النتاج الثقافي الوطني وتاريخ البلاد، كما تعكس الرغبة الصادقة للمغرب في مواصلة مساندته للشعب الفلسطيني في حفظ ذاكرته وهويته التاريخية وصونها من الضياع".
ولفت قراقع إلى أن التوقيع على هذه الاتفاقية سيُمكّن المكتبة الفلسطينية، التي تعد حديثة النشأة، من الحفاظ على تاريخها وموروثها الوثائقي من خلال الاستفادة من الخبرات الكبيرة للمكتبة الوطنية المغربية في مجالي الرقمنة وحفظ الأرشيف، ما يساهم في ضمان استدامة هذا الإرث الثقافي والتاريخي للأجيال المقبلة، مؤكداً أن ذلك يعكس التزام المملكة المغربية الشقيقة الدائم بالحفاظ على التراث الأرشيفي الفلسطيني وحمايته من التآكل والضياع، عبر توفير الدعم الفني والتقني الضروري.
وفي سياق آخر، أشاد قراقع، بالجهود التي تبذلها وكالة "بيت مال القدس الشريف"، في تثبيت أهل القدس على أرضهم وتمكينهم من الصمود أمام تحديات الحصار والعزل والتهجير.
وأكد خلال زيارة أجراها لمقر الوكالة في الرباط، استعداد المكتبة الوطنية للتعاون معها، مشيراً إلى أهمية وجود المركز الثقافي المغربي – بيت المغرب في قلب القدس القديمة.
من جهته، قال الشوبكي إن ما تمر به فلسطين اليوم من تحديات، يضع منظومة القيم القانونية التي وضعها المجتمع الدولي أمام الاختبار، مشيداً بمواقف المملكة المغربية التي عبر عنها العاهل المغربي الملك محمد السادس، في خطاب العرش، وفي رسالته إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وهي المواقف التي تتماهى كليا مع مواقف الشعب الفلسطيني وقيادته.
واطّلع الوفد الفلسطيني، خلال هذه الزيارة على جانب من البرامج والمشاريع التي تنفذها الوكالة في القدس، تحت الإشراف المباشر من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لا سيما في مجالات التوثيق والنشر والإصدارات.
بدوره، قال المدير المكلف بتسيير الوكالة محمد سالم الشرقاوي، إن الوكالة ستبقى منفتحة على كل المقترحات التي تجعلها تساهم أكثر في دعم قطاع المكتبات والنشر والتوزيع في القدس وفي فلسطين بالتعاون مع المؤسسات الفلسطينية ذات الاختصاص.
ــ
إ.ر