الرئيسية محلية
تاريخ النشر: 06/12/2025 09:00 م

بيت لحم تُضيء شجرة الميلاد

 إضاءة شجرة الميلاد في بيت لحم (تصوير: أحمد مزهر/وفا)
إضاءة شجرة الميلاد في بيت لحم (تصوير: أحمد مزهر/وفا)

خوري: فلسطين تضيء رغم الظلام

بيت لحم 6-12-2025 وفا- ممثّلا عن سيادة الرئيس محمود عباس، وبحضور رسمي وديني وشعبي واسع، أضاء عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس، رمزي خوري، مساء اليوم السبت، شجرة الميلاد التي نظّمتها بلدية بيت لحم إيذانا بانطلاق فعاليات أعياد الميلاد المجيدة.

ونقل خوري، في كلمته، تحيّات وتهاني الرئيس محمود عباس إلى أبناء الشعب الفلسطيني، وأبناء مدينة بيت لحم على وجه الخصوص، لمناسبة أعياد الميلاد، مؤكّدًا أن بيت لحم، مدينة الميلاد، تجدّد من جديد رسالة الرجاء والسلام التي انطلقت منها إلى العالم قبل أكثر من ألفي عام.

وقال إنّ ميلاد السيد المسيح هو ولادة دائمة للأمل وسط الألم، ورسالة بأنّ النور قادر دائمًا على قهر الظلام مهما اشتدّت المحن، مشدّدًا على أنّ الشعب الفلسطيني، رغم الجراح والحصار والعدوان، ما زال يحمل رسالة السلام العادل، ويصون كرامته الوطنية، ويتمسّك بحقه في الحرية والاستقلال.

وفي سياق حديثه عن الأوضاع الراهنة، أكّد خوري أنّ إضاءة شجرة الميلاد هذا العام تتزامن وقلوب الفلسطينيين مع أهلهم في قطاع غزّة، ومع أرواح الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ، في ظل استمرار العدوان على غزّة، والانتهاكات المتواصلة في الضفة الغربية، بما فيها القدس، ومحاولات طمس الهوية الوطنية.

وأشار إلى أنّ إضاءة الشجرة في بيت لحم ليست مجرد احتفال، بل إعلان عن وحدة شعبنا، وعن التقاء الكنائس والمؤسسات وكافة مكوّنات مجتمعنا على رسالة واحدة.

وقال: "هنا، تمتزج أصوات الكنائس مع أصوات المساجد، وتتعانق الصلوات من أجل وطن واحد يسعى نحو الحرّية والاستقلال".

وأكد خوري أنّ اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس تواصل عملها من أجل حماية الوجود المسيحي الأصيل في فلسطين، وصون الإرث الروحي والوطني الذي انطلق من بيت لحم إلى العالم، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية ورسالتها الحضارية.

وتابع: "إننا نضيء شجرتنا صلاةً لأجل غزّة، وأملاً لأطفال فلسطين، ووفاءً لشهدائنا ولأسرانا ولجرحانا، ونضيئها إيمانًا بأنّ الميلاد القادم سيكون ميلادا لسلامٍ حقيقيٍّ يضمن لشعبنا حقوقه وحريته ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

ووجّه خوري الشكر لبلدية بيت لحم، وللكنائس، والمؤسسات الكشفية والشبابية، والأجهزة الأمنية والشرطية، وكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، كما ثمّن دور وسائل الإعلام في نقل رسالة بيت لحم إلى العالم، مؤكّدًا أنّ فلسطين ستبقى تضيء رغم كل محاولات الإطفاء.

وأكد رئيس بلدية بيت لحم ماهر قنواتي، في كلمته، أن مدينة الميلاد التي انطلقت منها رسالة السلام قبل أكثر من ألفي عام، ما تزال تحمل رسالتها الأصلية رغم الجراح، مشددا على أن إضاءة الشجرة هذا العام يمثل الأمل والإصرار، وأن رسالة بأن بيت لحم ستبقى منارة محبة وكرامة إنسانية.

وقال: "نحن باقون هنا، نحافظ على هذه الأرض، فعليها ما يستحق الحياة، ومنها نستمدّ حقّنا في البقاء. فلسطين هي أرض الرسالات وجذورنا الضاربة في التاريخ، ولن تكون إلا بصمودنا وتشبّثنا بها. حيثما الحياة والحرية والأمل، ستكون فلسطين، وحكايتها ليست رمزية بل فعلٌ عاشه الأجداد ونكمله نحن الأبناء".

وانطلقت مراسم إضاءة الشجرة بدخول الموكب الرسمي، ومن ثم الإعلان عن انطلاق الفعاليات، فيما قدمت مجموعة الكشافة الفلسطينية المعزوفات الوطنية، تلاها الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين، في مشهد جمع بين رمزية ميلاد النور ورسالة الصمود التي يجسدها الشعب الفلسطيني رغم التحديات.

وتخلل فعاليات إضاءة الشجرة رسائل تهنئة وتضامن من شخصيات ومؤسسات دولية تُعد شريكة لبيت لحم في مشاريع ثقافية وتنموية، أكدت دعمها للمدينة خلال موسم الأعياد، واعتزازها بالمكانة الروحية التي تحملها أمام العالم.

قدّم كورال "من ظلال الحرب… يولد السلام" عرضا فنيا يحمل مضامين إنسانية تعبّر عن تطلعات الشعب الفلسطيني نحو مستقبل أكثر عدلا وسلاما، مؤكدا دور الفن والثقافة في مواجهة الألم بالنور.

 

-

و.ك/ و.أ

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا